وقال الزجاج : الحاصب التراب الذي فيه الحصباء ، فالحاصب على هذا هو ذو الحصباء ، مثل اللابن والتامر.
(ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) قال قتادة : مانعا (١).
قوله تعالى : (أَفَأَمِنْتُمْ) : استفهام توبيخ وتقريع ، وقدر الزمخشري على قاعدته معطوفا عليه ، أي : أنجوتم ، فأمنتم.
وقوله تعالى جل ذكره ولا إله إلا هو : (جانِبَ الْبَرِّ) فيه وجهان :
أظهرهما : أنه مفعول به ، كقوله : (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) [القصص : ٨١].
والثاني : أنه منصوب على الظرف. و«بكم» [يجوز] أن [تكون] حالية ، أي : مصحوبا بكم ، وأن تكون للسببية.
قيل : ولا يلزم من خسفه بسببهم أن يهلكوا.
وأجيب بأن المعنى : جانب البر الذي أنتم فيه ، فيلزم بخسفه هلاكهم ، ولو لا هذا التقدير ، لم يكن في التوعد به فائدة.
قوله : «أن نخسف» «أو نرسل» «أو نعيدكم» «فنرسل» [«فنغرقكم»] قرأها بنون العظمة (٢) ابن كثير ، وأبو عمرو ، والباقون بالياء فيها على الغيبة ، فالقراءة الأولى على سبيل الالتفات من الغائب في قوله «ربكم» إلى آخره ، والقراءة الثانية على سنن ما تقدم من الغيبة.
قوله تعالى : (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً)(٦٩)
قوله تعالى : (أَمْ أَمِنْتُمْ) : يجوز أن تكون المتصلة ، أي : أي الأمرين كائن؟ ويجوز أن تكون المنقطعة ، و (أَنْ يُعِيدَكُمْ) مفعول به.
قوله «تارة» بمعنى مرة ، وكرة ، فهي مصدر ، ويجمع على تير وتارات ، قال الشاعر : [الطويل]
٣٤٤٢ ـ وإنسان عيني يا حسر الماء تارة |
|
فيبدو ، وتارات يجم فيغرق (٣) |
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ١١٣) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٤٩) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.
(٢) ينظر : النشر ٢ / ٣٨ ، والإتحاف ٢ / ٢٠٢ ، والسبعة ٣٨٣ ، والحجة ٤٠٦ ، والحجة للقراء السبعة ٥ / ١١١ ، والقرطبي ١٠ / ١٩٠ ، والبحر ٦ / ٥٨.
(٣) البيت لذي الرمة : ينظر : ديوانه ص ٤٦٠ ، خزانة الأدب ٢ / ١٩٢ ، الدرر ٢ / ١٧ ، المقاصد النحوية ١ / ٥٧٨ ، ٤ / ٤٤٩ ، ولكثير في المحتسب ١ / ١٥٠ ، الأشباه والنظائر ٣ / ١٠٣ ، ٧ / ٢٥٧ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٦٢ ، تذكرة النحاة ص ٦٦٨ ، شرح الأشموني ١ / ٩٢ ، مجالس ثعلب ص ٦١٢ ، مغني اللبيب ٢ / ٥٠١ ، المقرب ١ / ٨٣ ، همع الهوامع ١ / ٩٨ ، الدر المصون ٤ / ٤٠٧.