إلا الله ، ونطق الشهادتين بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. (١)
وهناك الكثير من النبوءات التى تحققت لا يتسع المجال لها ، ولكن تكفينا العبرة مما تقدم ليستقر الإيمان فى قلوبنا وندرك باليقين الثابت أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان لا ينطق عن الهوى ، فنقتدى به لنجنى ثمار الإيمان ... ، جنة خالدين فيها ... ،
٢١ ـ الإعجاز فى صنع الإيمان بأصحابه
إن الإيمان يصنع دائما أقوى الرجال ، حيث الأمل فى نعيم الله تعالى ، وما أعده لعباده الصادقين ، فلقد كان القعقاع بن عمرو صوته بألف رجل فى المعارك ... ، وكان الزبير بن العوام بألف رجل فى المعركة ... ، وكان أبو دجانة يعصب رأسه بشارة حمراء ويرفع سيفه ويتمايل مزهوا أمام الأعداء ، وحين سئل النبى صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فقال تلك مشية يبغضها الله ورسوله إلا فى هذا الموضع (٢) ... ، ولقد كان البراء بن مالك يبحث دائما عن الموت ففي إحدى معارك المسلمين ، قذف بنفسه بداخل حديقة احتمى بها بعض المشركين من أتباع مسليمة وفتح الباب للمسلمين ، وكان ذلك بداية النصر وقهر المرتدين (٣) ... ، وهذا هو طلحة بن عبيد الله الذى جن جنونه حين رأى الدم الذى يسيل من وجه رسول الله يوم أحد فانطلق نحو النبى صلىاللهعليهوسلم كالصقر ، وأخذ يحصد الرءوس من حوله ويدفع بصدره السهام ، حتى أنه فى نهاية المعركة كان قد أصابه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة ... ، ومثله كان الزبير بن العوام الذى كان واثقا ثابتا لا يتراجع ، وهو الذى اقتحم صفوف هوازن يوم حنين وشتت شملهم وهم يدبرون المؤمرات قبل بدء المعركة ولقد أنفق أمواله حتى مات مدينا ، فأوصى ولده بقضاء دينه ، وقال له إذا أعجزك دين فاستعن بمولاى ، يقصد الله تعالى فيقول عبد الله بن الزبير : فو الله ما وقعت فى كربة من دين إلا قلت : يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه" (٤).
__________________
(١) معجزات النبى صلىاللهعليهوسلم.
(٢) انظر البداية والنهاية ـ فى الحديث عن مواقف للصحابة.
(٣) رجال حول الرسول ـ فى الحديث عن البراء بن مالك.
(٤) رجال حول الرسول ص ١٣٦ الجزء الثالث.