لكن الله تعالى قد أحاط بكل العلوم ومدى ما تحتويه من البساطة والتعقيد واحتفظ سبحانه بعلوم الغيب التى لا يعلمها الإنسان ، فسبحان من له الأسماء الحسنى ... ، إن كل ما اخترعه الإنسان من آلات وأجهزة دقيقة معقدة يثبت ذلك أن العقل بتكوينه أدق منها وأشمل ، وكل ما يعلمه الإنسان عن العمليات الكيمائية والحسابية المعقدة والجراحات الطبية وما يعلمه عن أسرار الذرة والخلية فإن ذلك كله نقطة من بحر علم الله الذى سمح للإنسان أن يعلمه ، وما كان فى علم الغيب أكثر ، لقد أعد الله تعالى لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ... ، فسبحان الله ... ، وما أشد تقصير الإنسان فى كل زمان .. ، وهناك فى عالم البشر والنبات والطير الكثير من العجائب التى تثبت طلاقة قدرة الله ... ، فهناك من الطيور ما يسمى بالعقاب الذهبى ، وهو يحلق نحو مسافات مرتفعة ، ويتميز بالنظر الحاد ويرى فريسته من بعيد وهى تدب على الأرض ، فهو يفترس الأرانب البرية ، وصغار الغزلان ، والماشية ، وهو من القوة بمكان يتمكن به من حمل غزال يطير به ، ويفترسه فى عشه ، ويبلغ طول الطائر مترا ، ويبلغ طول الجناحين معا مترين (١) ، وهناك آلاف الأنواع من الطيور وآلاف الأنواع من النباتات ، وآلاف الأنواع من الأسماك ... ، وهناك الإبداع فى اختلاف ملامح صور الرجال والنساء والأطفال رغم أن الأعضاء واحدة فسبحان القادر ، وهكذا كل العوالم فى خلق الله تنوع وإختلاف وعلم وإحاطة بأحوال كل نوع ... ، يعلم سبحانه بكل ورقة تسقط ، وبكل حبة فى الأرض ، وبكل ذرة فى هذا الكون الممتد ... ، بل لقد تكفل بهداية كل نوع إلى سبل معيشته ورزقه ، فهى عوالم وأمم أمثالنا ... ، وفى تلك العوالم ما يستحق التأمل والعجب ، فمثلا فى مجتمع النحل تأخذ خلايا العسل الشكل السداسى وليس الدائرى ، حيث اكتشف العلماء أن الشكل الدائرى لو كان متراصا ووضع العسل فيه لكان هناك فراغا بين الأشكال ، فسبحان من ألهم النحل بذلك التنظيم (٢) ... ، لقد أخبرنا الله
__________________
(١) ذكر ذلك ـ الدكتور أحمد شوقى إبراهيم ـ فى إحدى البرامج المسموعة.
(٢) حقائق عن الإعجاز العلمى فى القرآن ـ الدكتور زغلول النجار ... ،