مَحْجُوراً) (١) ... ، وجد العلماء بالفعل أن منطقة البرزخ أو المصب بين البحرين وهى منطقة مختلفة الملوحة والكثافة والأحياء المائية ، هى تحتفظ بصفاتها وكائناتها ولا تنتقل الكائنات البحرية فيها إلى مياه البحر أو النهر وكذلك لا تنتقل كائنات البحار الملحة إلى النهر أو العكس بل هناك حاجزا مائيا بقدرة الله ، فعند ما تدخل مياه البحر إلى منطقة البرزخ تأخذ خصائص المياه التى تدخلها ، فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ... ، وحين صور العلماء شقوقا فى أعماق البحار تخرج منها النيران نجد قسم الله تعالى فى سورة الطور بالبحر المسجور ، أى المتقد نارا ... ، ولقد تحدث القرآن الكريم عن أنواع العواصف والرياح فتحدث عن الريح الطيبة ، والريح العاصفة التى تسبب كثرة الأمواج (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) (٢) ... ، ثم يشير الله تعالى إلى الريح القاصفة التى تكسر السفن من شدتها ، حيث يحذر المشركين من انتقامه ، وأنه قادر على أن يرسل عليهم قاصفا من الريح ، يقصف بهم وبالسفينة ، فسبحان الملك الحى القيوم الذى خلق الكون وأحاط بعلمه كل شىء فيه ... ، لذلك وجب علينا ألا نغفل عن شكر الله ، ونعرض عن الشهوات التى منها الهلاك كالطعام والشراب ، والمال والبنون ، والنساء ، وغيرهم دون تحريم ما أحل الله والرحمة بالأولاد والرفق بالنساء ... ، ولا بد أن نعلم أنه لا يؤمن أحدنا حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... ، ولقد كان تبرج النساء فى عصرنا وخروجهن إلى العمل من أكبر أسباب الفتن حيث قال صلىاللهعليهوسلم" ما تركت فتنة بعدى فى الناس أضر على الرجال من النساء" فعمل المرأة كان سببا فى انتشار البطالة وما حولها من مشكلات ... ، وهناك أمهات كن يتركن أولادهن وهم مرضى ومنهن من تعود فتجد أن طفلها قد فارق الحياة ... ، ومنهن من ينفقن راتبهن على الملابس الفاخرة ، ولضيق الوقت بعد العودة من العمل يشترين الطعام المجهز مما يوقع بالأسرة فى الأزمات المادية المستمرة ... ، إن المرأة المسلمة أشبه بالجوهرة التى يسعى صاحبها لإخفائها عن أعين الناس وهذا هو تكريم
__________________
(١) سورة الفرقان الآية ٥٣.
(٢) سورة يونس الآية ٢٢.