وفى عصرنا هناك من رأوا الملائكة وهم يقرءون القرآن ، وهم أناس يشهد لهم بالصلاح والإيمان .. ، وهناك من الناس فى بعض القرى رأوا أنوار الملائكة فوق بعض المساجد فى الأيام المباركة كشهر رمضان والعشر الأواخر منه ، ومن ذلك نعتبر أنه كما ازدادنا إيمانا بالله خالقا ورازقا من خلال التفكر ، فلا بد أن نؤمن بالغيب وبأن الجنة حق والنار حق ، ونؤمن بوجود الجن والملائكة .. ، وبهذا الإيمان الصادق يكون التأييد من الله والرضوان ، فهناك من الصالحين من اقتحموا بخيولهم سطح البحر كما حدث بقيادة سعد بن أبى وقاص فى معركة القادسية .. ، لقد كانوا رجالا .. الرجل منهم بألف رجل .. ، ولقد كان القعقاع بن عمرو صوته بألف رجل فى المعركة وكان الزبير بن العوام وعبادة بن الصامت ، والمقدد بن الأسود رجالا من هؤلاء الرجال .. ، ويكفى أن منهم من القى التمرات من يده وهو يقول إنها حياة طويلة واندفع طالبا الشهادة .. ، لقد قيل لعيسى بن مريم .. ، يا عيسى بأى شىء تمشى على الماء؟ قال بالإيمان واليقين ولقد حاول جماعة من صحابته أن يعبروا مثله ولم يستطيعوا لخوفهم من الموج ، فقبض فى إحدى يديه ذهبا وفى الأخرى حصى ومدر ، وقال لهم : أيهما أجل فى قلوبكم؟ قالوا هذا الذهب قال فإنها عندى سواء .. ، ومن أقواله : كما أنه لا يستطيع أحدكم أن يتخذ على موج البحر دارا فلا يتخذ الدنيا قرارا .. ، وقيل له من أشد الناس فتنة؟ قال زلة العالم ، إذا زل يزل بزلته عالم كثير .. ، ومن أقواله : أصبح وليس لى شىء وأنا طيب النفس غير مكترث فمن أغنى منى وأربح؟ ومع الإيمان تأتى الكرامات فهذا هو حمزة بن عمرو يقول لما كنا بتبوك ، وأنفر المنافقون بناقة رسول الله فى العقبة حتى سقط بعض متاع رحله .. ، قال حمزة : فنور فى أصابعى الخمس فأضيء ، حتى جعلت ألقط ما شذ من المتاع .. ، السوط .. ، والحباء ، وأشباه ذلك" (١).
وحين بعثت أم سليم بعكة ملأتها سمنا لرسول الله وبعد أن أفرغها لها وجدتها فى بيتها بعد أن علقتها مملوءة وتقطر سمنا ، وحين سألت رسول الله عن ذلك .. ، قال لها أ تعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه؟! كذلك عند بداية دعوة النبى صلىاللهعليهوسلم حبب
__________________
(١) رواه البخارى فى التاريخ بإسناد جيد ـ حياة الصحابة ص ٤٤٢ الجزء الرابع.