الزرقاء يبلغ طول الذكر ٢٥ مترا ومتوسط وزنه ١٧٥ طن ... ، عروقه مثل الأورطية يمكن أن يزحف بها رجلا بالغا ... ، فمه يتسع لأكثر من خمسين رجلا ... ، وتتميز بانعدام أسنانها ومطاطية ، حلوقها وضيق البلعوم وتتغذى على الكائنات السابحة (١) ويرى العلماء أن هذا الحوت بالذات دون غيره من الحيوانات البحرية هو الذى يمكن أن يلتقم إنسانا دون أن يمزقه كما حدث ليونس عليهالسلام فنجد قوله تعالى (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) (٢).
ـ من الإعجاز أيضا تبيين القرآن بالسنة ... ، أو السنة بالقرآن فى بعض المواضع لإثبات أن رسالة الله ، كلها وحى من عنده وأن القرآن والسنة رسالة كاملة ، فلم يذكر القرآن الكريم أن عدد الصلوات خمس ولكن بينت السنة ذلك ، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك كذلك هناك تناسب آيات القرآن فى ختام السورة لما جاء بعدها والإعجاز فى إنزال الحديد والأنعام والمطر وإثبات العلم الحديث ، فالحديد يتكون فى نجوم تسمى المستعرات وينزل إلى الأرض ... ، وهناك أحياء بكتيرية وشفيرات وراثية لكائنات وجدوا بعض آثارها على بعض النيازك التى تهبط إلى الأرض ... ، كذلك تكون قطرات المطر فى السحاب وإنزالها فى ظروف مناسبة ... ، وغير ذلك الكثير من آيات الإعجاز ... ، إن الفوز فى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ... ، ومن إعجاز القرآن الزيادة فى الجواب لحكمه كما زاد موسى عليهالسلام فى جوابه وهو يتحدث عن استخداماته لعصاه أنسا بطول الحديث مع الله تعالى ... ، وهناك العدول فى الجواب كما فى الآية (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) ... ، إنه سؤال عن الماهية والجنس وهو سؤال لا يليق لأن الله عزوجل ليس كمثله شىء ... ، لذلك عدل موسى عليهالسلام فى جوابه إلى بيان الوصف المرشد إلى معرفة الله وذلك بوصف مخلوقاته كما فى الآية (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ).
وهناك حذف السؤال ثقة بفهم السامع ... ، وأيضا نجد أن كل كلمة تؤدى معناها
__________________
(١) إشارة عن نواحى الإعجاز العلمى ـ الدكتور زغلول النجار ... ،
(٢) سورة الصافات الآية ١٤٢.