(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) (١). فعلينا أن نأخذ العبر من تلك الرسالة الجامعة ... ، رسالة الخير العالمية حيث تحتوى الصبر وقصص البطولات والثبات ... ، ويبدو ذلك فى هجرة النبى صلىاللهعليهوسلم والصحابة والصبر على ترك الأهل والأولاد ، والصبر على الجوع حين هو حوصروا فى شعب أبى طالب ثلاث سنوات ... ، والصبر على القتال حيث خاضوا الكثير من المعارك والغزوات ... ، وفيها الإيثار والأخوة ولنا مثل فى أهل المدينة من الأنصار ، لذلك استحقوا قوله تعالى (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ... ، وفيها الصبر على الدعوة حيث ضرب أبى بكر الصديق ... ، وأبو ذر الغفارى ... ، وعذب بلال وعمار وغيرهم ... ، ومشى صلىاللهعليهوسلم إلى الطائف على قدميه مائة كيلو حتى لا تتبعه قريش إن أدركوا أنه قد ركب راحلته ... ، والطائف تنحدر بارتفاع حتى ٥٠٠٠ قدم ، وفى النهاية أدميت قدمه الشريفة وقذف بالحجارة ، لقد كان يقصد كبراء القوم فأسلم عداس وقبل قدميه وهو الغلام الصغير ... ، وكان يقصد الإنس فأرسل الله إليه نفر من الجن يستمعون إليه وهو يصلى ويقرأ القرآن فرجعوا إلى قومهم منذرين ، وحزن حيث لم يجد الاستجابة له من أهل الأرض فاذن الله له برحلة السماء فى الإسراء والمعراج ... ، لندرك أن المقادير بيد الله ، فعلينا أن نأخذ بالأسباب مع التوكل على الله ، وما يريده سبحانه يكون ... ، ولنا مثل فى خرق السفينة وقتل الغلام ، وإقامة الجدار ، مع نبى الله موسى والخضر عليهماالسلام ، وأيضا هناك قصص الوفاء حيث كان صلىاللهعليهوسلم بعد خمسة عشر عاما من وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها يقول عند ما يهدى شيئا : أرسلوا لصويحبات خديجة ... ، لقد بشرها الله تعالى لصبرها مع النبى صلىاللهعليهوسلم بالسلام منه وبيت فى الجنة من قصب ، لا نصب فيه ولا وصب ، حيث كانت تصعد إليه فى الغار وهو يتعبد ، وحوصرت معه فى الشعب وكانت من أثرياء قريش ... ، لقد ابى صلىاللهعليهوسلم أن يطبق عليهم الأخشبين فكان يزيده جهل الجاهل
__________________
(١) سورة النساء الآية ٨٧.