* وأما استحضار العقوبة ، فيجب عليك أن تعيش وفى ذهنك قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) (١) ... ، وتخيل أنك تسير على الصراط ، وهو أرق من الشعرة ... ، وأحد من السيف ، ومن أسفلنا النار ... ، وأعلم أن هناك ناجيا سليما ... ، ومخدوش ... ، ومن يقع فيها ... ، واعلم أن ما يوقعك فيها .. ، تكاسل عن الصلاة ... ، أو عدم اتمامها ... ، عقوق الوالدين ... ، نظرة حرام ... ، شرب النار أو الدخان ... ، وغير ذلك من ألوان المعاصى ... ، وتذكر قوله تعالى (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) وقوله سبحانه ... ، (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ ، وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) (٢) ... ، وتذكر أنك ضعيف أمام قوة الله ، وأن عدوك الشيطان ... ، وأن التذكرة تنفع المؤمنين.
* الصبر على البلاء ، وهو لازم لصحة الأربعة نقاط السابقة ... ، وتذكر الموت فى كل لحظة ... ، وأن الأعمال بالخواتيم ... ، وأكثر من ذكر الله ... ، وأعلم أن من علامة الإيمان صبر على البلاء ... ، وشكر فى الرخاء ... ، والرضا بمواقع القضاء ... ، وعليك بالدعوة إلى الله ، لأن الجار يوم القيامة سيتعلق بجاره على الصراط ويسقطا معا إن قصر أحدهم فى تبليغ الآخر ... ، يقول تعالى (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (٣) ... ، واعلم أن الله تعالى خلق الخلق جميعا إخوة من أب واحد وأم واحدة ... ، يقول شجاع بن الوليد ، صحبت سفيان الثورى ذات يوم فما فتر لسانه عن الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ذهابا وإيابا (٤) ... ، واعلم أن اعداءنا افقدونا علو الهمة باشغالنا بالشهوات ... ، لذلك فلا بد أن تغلف عبادتك والنقاط السابقة جميعا بعلو الهمة ... ، وتذكر التاريخ ... ، وماضى الأمم ... ، صبر الناس ... ، وفرحتهم ... ، وآمالهم سطوة الفرس ... ، الروم ... ، القدس والصليبيين ... ، التتار ... ، اليرموك ... ، عين جالوت ... ،
__________________
(١) سورة مريم الآية ٧١
(٢) سورة المجادلة الآية ١
(٣) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٤) أنظر كتاب علو الهمة