إن الدين الإسلامى هو رسالة الخير والأمن فى كل زمان ، فكل ما نهى عنه كان فى صالح العباد ، وكل ما أمر به كان خيرا للعباد .. ، وهو الرسالة الزاخرة بالمعجزات .. ، ففي المجال الطبى رصد العلماء سبعة وثمانين ألف نوع من الذباب يتغذى على النفايات والمواد العضوية المتعفنة .. ، ولقد خلق الله تعالى لكل نوع من البكتريا والفيروسات والجراثيم ما هو ضده ، كذلك الذباب ، يحمل الجراثيم والبكتريا على إحدى أجنحته ومضادات هذه الجراثيم والبكتريا على الجناح الآخر ، وقد أجرى العلماء فحصا مجهريا لسائل غمس فيه الذباب بعد وقوعه وآخر لم يغمس ولاحظوا حركة الجراثيم فى السائل الذى لم يغمس فيه الذباب وخلو الآخر من الجراثيم (١) .. ، لقد عالج الإسلام كل مشكلات المجتمع ، عالج السلبية حيث قال ذو القرنين" ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة" .. ، وحرم المسكرات وعالج البخل ، وجاء بمثل أصحاب الجنة اللذين بخلوا فاصبحوا وقد وجدوا حديقتهم محترقة كالصريم .. ، وعالج الكذب حتى تظل الثقة بين الناس ، وعالج الاكتئاب حيث إن كل شىء بأمر الله ولا ضرر ولا نفع إلا بإذنه سبحانه .. ، وأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى ، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغى .. ، وأمر بالزكاة والعطف على الفقراء .. ، فعلينا بالتمسك بالإسلام ، ومحاسبة النفس ، فلقد خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم فى الدنيا هناك سكرات الموت وضمة القبر ، والوقوف ليوم الحساب وعبور الصراط .. ، وغير ذلك فلا بد من الاستعداد لتلك المحن .. ، إن ضربة بألف سيف أهون على العبد من سكرات الموت .. ، لكنها تهون على المؤمن الصادق العارف بربه والمتوكل عليه ، والذى يحسن الظن به .. ، لكن الحساب يثقل على قوم لم يحاسبوا أنفسهم فى الدنيا فعلى كل إنسان أن يحاسب نفسه ، ويدرس العلم ليزداد إيمانه ، وينفع غيره ويدعو على بصيرة .. ، لقد أخبرنا صلىاللهعليهوسلم بقوله" إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه" (٢).
وقد اكتشف العلماء فى عصرنا أن جسم الإنسان إذا احتاج شيئا من العناصر يصدر إشارات وميول فطرية لتناول الأطعمة التى تحتوى العناصر اللازمة ، وقد نشر
__________________
(١) ذكر ذلك الشيخ أحمد ربيع ـ أحد علماء الأزهر ـ عن الإعجاز العلمى فى السنة ـ وذكر تفصيلا انظر كتاب الرسول صلىاللهعليهوسلم ـ تحقيق الدكتور عز الدين جواله ص ٣٨.
(٢) أخرجه ابن ماجة ـ ٣٤٤١.