إلى النار المتأججة التى يسمع الجميع شهيقها وهى تفور .. ، والتى تكاد تميز من الغيظ وهى السوداء الحالكة ، والتى رغم شدتها فالمنافقون فى الدرك الأسفل منها .. ، ويسبح العصاة فى دركاتها .. ، فهل نفيق من غفلتنا .. ، إن التفكير فى محنة الصراط فقط كافية لأن ينسى الإنسان التفكير فى كل أمور الدنيا .. ، حين سألت السيدة عائشة رضى الله عنها النبى صلىاللهعليهوسلم ، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ .. ، قال! إلا فى ثلاث مواضع عند عبور الصراط .. ، وعند تطاير الصحف .. ، وعند الميزان .. ، فعلينا بلين الكلام حيث أمر سبحانه موسى عليهالسلام أن يقول لفرعون قولا لينا لعله يتذكر ويخشى رغم أنه اغتر بنفسه فقال أنا ربكم الأعلى .. ، فالمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان ولا المتفحش ولا البذيء .. ، واجعل أخى المسلم حياتك كلها لله ، صلاتك ونسكك ، ومحياك ومماتك .. ، ولا تلتفت فى صلاتك إلى أمور الدنيا فإذا التفت العبد التفت عنه ربه ، حيث ينصب الله وجهه تجاه عبده إذا صلى .. ، وعليك بالصدقة ، والصوم الذى يشمل الجوارح ، فمن ختم له بصوم يوم خالص دخل الجنة (١) ومن ختم له بصدقة خالصة دخل الجنة .. ، فعلينا بالإخلاص لله والدعاء .. ، إن من لا ترد دعوتهم كما أخبرنا صلىاللهعليهوسلم" الصائم حتى يفطر والمظلوم حتى ينتصر ، والمسافر حتى يرجع" (٢) وعلينا ، بأخذ الدين بقوة والثقة فى مالك الملك ، وتربية الأولاد على الصدق والقوة فى الدين ومحبة الله ورسوله والشجاعة كما كان يفعل السلف الصالح فى تربية أبنائهم .. ، ويجب أن نستقبل الخير بقلوبنا ، ففي الماضى كان هلال رمضان تترقبه جميع طوائف الشعب ، وبمجرد ظهوره ، كان يلتزم الجميع بفعل الخير والعطف على الفقراء ، وقراءة القرآن وقراءة صحيح البخارى فى الجامع الأزهر وكان السلطان برقوق يذبح كل يوم من أيام رمضان ٢٥ بقرة يتصدق بلحومها على الفقراء والمساكين وكان يفطر جموعا غفيرة من الصائمين ، ويأمر بتوزيع الصدقة عليهم ، وقد اعتاد سلاطين المماليك أن يعتق الواحد منهم فى شهر رمضان ثلاثين عبدا أى بعدد أيام
__________________
(١) عن شرح معنى حديث عن أبى سعيد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم" ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" أخرجه البخارى من وصايا الرسول صلىاللهعليهوسلم ـ حمزة محمد صالح.
(٢) الحديث رواه البزار مختصرا ـ الترغيب والترهيب ص ٨٩ ـ الجزء الثانى وفى رواية أخرى والإمام العادل.