مفر من الحساب ، حيث قال الله سبحانه (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) (١) فلا بد أن يتحقق وعد الله ، وكما أشرنا سابقا أن كل آيات الله تتحقق فوعد الله لا محالة واقع .. ، وما يتمناه الإنسان فى الدنيا من أمانى وأحلام لينا لا لسعادة ، لن يجدها إلا فى التمسك بهذا الكتاب الكريم ، ليس عليك شىء إلا أن تدعو ربك بيقين ، ولا تستعجل الإجابة .. ، وتتحرى الحلال فمع الدعاء رزق سبحانه مريم ابنة عمران فى محرابها بغير حساب ، ومنح الولد لزكريا عليهالسلام وشق البحر لموسى عليهالسلام .. ، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليهالسلام .. ، وجعل مع التقوى بركات من السماء والأرض .. ، فعلينا كما نصحنا رسولنا صلىاللهعليهوسلم بالتوبة قبل الممات ، والمبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن نشغل .. ، ونصل ما بيننا وبين الله بكثرة الذكر والصدقة فى السرو العلانية ، فيكون الثواب كما وعد صلىاللهعليهوسلم" ترزقوا .. ، وتنصروا .. ، وتجبروا .. ، " فعلينا بتنفيذ تلك الوصايا .. ، يخبرنا صلىاللهعليهوسلم أن لحم وجه العبد يتساقط يوم القيامة خجلا حين يسأله عن تنفيذ تلك الوصايا .. ، لقد أخبرنا أن إلقاء السلام على الأهل عند دخول المنزل والتسمية على الطعام تجعل إبليس يخبر أتباعه ، أن لا مبيت لكم ولا عشاء (٢) .. ، لقد أوصانا برحمة الناس ورعاية الجار ، وقد أشرنا إلى صندوق الفقراء الذى يشارك فيه أهل الحى حيث أخبر صلىاللهعليهوسلم أنه لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع (٣) ، ويمتد ذلك إلى أخيك المسلم الذى يجاهد الأعداء فى أقصى البلاد .. ، فلا تنس الوقوف بجانبه ولا تنس المقاطعة .. ، ولا تنس أن الدعاء سلاح المؤمن .. ، لقد أوصى صلىاللهعليهوسلم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وأمر بترك الجدال ولو كنت محقا لتنال قصرا فى الجنة .. (٤) ، وأمر بإتقان العمل ، والرحمة بالأهل والأولاد .. ، وقرن الحياء بالإيمان .. ، وأمر بلزوم المرأة لبيتها صيانة لها ولأولادها .. ، وأمر بالزهد .. ، فكلنا سيفارق الدنيا ونعيمها الزائل إلى الآخرة الباقية .. ، فكن بيقينك واثقا من لقاء ربك ووعده لتكون أغنى الناس ، لا يضرك إذا لم تملك شيئا من حطام الدنيا الذى يزول ...
__________________
(١) سورة الطور آية ٧.
(٢) من حديث رسول الله" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه لا مبيت لكم ولا عشاء" جزء من حديث رواه مسلم.
(٣) شرح حديث عن أنس بن مالك رضى الله عنها قال : قال رسول الله" ما آمن بى من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم رواه الطبرانى ـ إسناده حسن ـ الترغيب والترهيب الجزء الثالث.
(٤) شرح معنى حديث نبوى عن فضل ترك الجدال.