٨ ـ إعجازات ومواقف للعبرة والتذكرة
إن فضل الله تعالى على الإنسان كبير فهو الذى بشره بالجنة إن عمل صالحا وحذره من النار إن أساء وظلم نفسه .. ، وبقدرته يذكرنا من فترة لأخرى ببعض المواقف الواقعية حين ينشغل الناس بالدنيا ، حتى تبدو التذكرة واضحة كفلق الصبح ، فهناك الطائرة التى تحطمت فى إحدى البلاد وانصهر الحديد وتفحّم من فيها إلا المصحف الشريف (١) وهذا يذكرنا بالموقف الذى حدث فى عهد النبى صلىاللهعليهوسلم حيث أكلت الأرضة كل ما فى الصحيفة الجائرة التى كتبها المشركون لمنع تجارتهم عن المسلمين ، ولم يبق فى الصحيفة سوى اسم الله وكان ذلك سببا فى فك الحصار عنهم حين أخبرهم أبى طالب بوحى الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم عن هذا الأمر .. ، وهناك الدجاجة التى يشاهد الناس على بيضتها بخط واضح لا إله إلا الله ، وسعف النخل الذى يكون اسم الله واسم محمد بخط واضح بديع ، وأقراص العسل المكتوب عليها كلمة التوحيد والأرقام بعدد أسماء الله الحسنى على يد الإنسان ، والميكروسكوب الإليكتروني الذى صور سلاسل الهيموجلوبين فى جسم الإنسان تكون اسم الله واضحا باللغة العربية ، وحلقات القصبة الهوائية التى تبدو على حلقاتها لا إله إلا الله ، وهناك المواقف التى نأخذ منها العبر ، والتى حدثت فى عصرنا. كما أشرنا فى الفصول السابقة والتى نكررها للتذكرة ، فلقد كانوا يحفرون ترعة بإحدى البلاد ، وكلما حفروا يتقوس الحفر فى مكان معين ، فاحتار العاملون وأرسلوا للمسئولين يخبرونهم عن ذلك ، فلم يصدقوهم حتى تأكدوا من ذلك من خلال رؤية لأحد هؤلاء المسئولين حيث جاءه رجل صالح يخبره أن مجاهدا قتل فى هذا المكان ، وربما حدث ذلك فى عصر الفتوحات الإسلامية ، فقاموا بتخصيص هذا المكان لبناء مسجد لأهالى المنطقة هناك ... (٢) وهذا الرجل الذى كان يذهب إلى عمله ليلا فيقول قبل أن يخرج ويترك أهله وأولاده ، استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه فيأتى لص ليسرق المنزل فلا يجد فيه
__________________
(١) أنظر كتاب صنع الله ـ عبد الرازق نوفل.
(٢) حكى لى ذلك رجل يسكن بجوار تلك المنطقة.