الجسم تحتاج إلى الرى وهو عدم الظمأ لكى يتخلص من الحرارة الزائدة فى صورة العرق وإذا تعرض الإنسان لحرارة الشمس الشديدة فإن هذا الجهاز العرقى يتلف حيث تختنق القنوات العرقية تحت الجلد وتضيق فتحتبس الحرارة الزائدة فى جسم الإنسان ويحدث ما يسمى بضربة الشمس أو الاحتباس الحرارى ، (١) لذلك فإنه مع ضرورة ألا يظمأ فهناك ضرورة ألا يضحى ، أى لا يتعرض للشمس وذلك بوجود المسكن الذى يأويه من شدة حرارة الشمس ، إنه التناسق والترابط والإعجاز القرآنى الذى سيظل يبدو ويتضح لنا على مر الزمن ...
١٠ ـ طلاقة القدرة وخوارق العادات
لقد خلق الله تعالى الكون بقدرته فى نظام رائع ، بقدر ما تحتاج البشرية ، وما ينفع الإنسان خليفة الله فى أرضه ليعمرها ويقيم شرعه ويشكره على نعمه ، فالشمس تشرق فى الصباح ليكون السعى والعمل وتغرب فى المساء ليستريح الإنسان بعد الشقاء والتعب ، وحين يعتاد البشر على ذلك نجد التذكرة من الله تعالى ببعض الظواهر الغريبة على غير العادة ككسوف الشمس وخسوف القمر وهى ظواهر كونية تشير لنا بطلاقة قدرة الله وأنه القادر على تغيير النظام الكونى فى لحظات .. ، والإنسان يخلقه الله تعالى بخمسة أصابع فى يده لكننا نجد أحيانا طفلا يولد بستة أصابع فى يده أو يزيد .. ، والإنسان له قدرات محدودة فلا يستطيع أن يجر العربة أو يأكل الزجاج بأسنانه ، لكننا سمعنا ورأينا أشخاصا لهم قدرات فائقة لا يصدقها عقل ، فهناك من يأكل فتات الزجاج ويبتلعه وآخر يبتلع سكينا حاده وآخر يرفع شاحنة مقطورة ضخمة هائلة بيد واحدة .. ، ومن لطف الله تعالى أن تلك العجائب الخلقية ليست فاشية بين الناس ولو كان ذلك لكان داعيا إلى الفساد والبغى فى الأرض والغرور ، ويرى أحد العلماء موقفا يقول فيه إنى لا أنسى ولا يبرح مخيلتى مشهدا قديما منذ أربعين عاما أو يزيد ، حين كان يسير فى القرية فشاهد رجلا غريبا فيها يطلب المساعدة بقرش أو قرشين ولما كان له ما أراد عرض أن يريهم لعبة طريفة
__________________
(١) أنظر مجلة الإعجاز العلمى ـ عن الإعجاز فى معنى الآية الكريمة.