أو جامدة بل هى أمواج متحركة ديناميكية لها خاصية الذيوع والانتشار ، فقد تريد مخاطبة إنسان فى مكان بعيد وتفكر فى ذلك لأمر ما يشغلك فتجد أنه فجأة يطرق بابك أو يحدثك فى الهاتف وغير ذلك من المواقف التى تحدث ويشهد عليها الواقع ، لذلك فإن العالم غير المنظور أصبح محلا للدراسة الآن ويشغل أبحاث العلماء وفيه الكثير من الغرائب والعجائب التى هى فى الحقيقة طلاقة قدرة الله تعالى ، وقد أثبت علماء الأثيريات والتخاطب عن بعد وهى الظاهرة التى يسميها الغرب التليباثى أو التلبثة entxt Telepathy entxt أى انتقال الأفكار من عقل ووجدان وفكر شخص واع إلى عقل ووجدان وفكر شخص غيره سواء كان واعيا أم غير واع ، اصبحت مسألة يقينية مقطوعا بها ، ولم تعد ضربا من التخمين وبغير ضرورة لوجود وسط فيزيقى مادى يتم عبره ومن خلاله الانتقال ، إنها طلاقة قدرة الله الذى يزيد فى الخلق ما يشاء. ، فمثل هذه المواقف والظواهر كتوارد الخواطر وقراءة الأفكار وسماع الصوت من بعيد كما حدث مع الصحابى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، هى تذكرة ولفتة هادفة من الله تعالى ليذكرنا أنه يعلم ما توسوس به النفس كما أشار بذلك فى القرآن الكريم ، فإذا كانت تلك الظواهر يمنحها سبحانه للبشر وهو المخلوق فما بالنا بالخالق للبشر وللكون كله والذى يعلم السر وما يخفى.
١١ ـ الظالمين ووعد الله
ظلت لعنة الله على اليهود منذ زمن بعيد وقبل ظهور الإسلام بسبب ما اقترفوه من الذنوب كعبادة العجل وقتل الأنبياء ومخالفة أوامر ربهم ، فعذبهم فرعون كثيرا وذبح أبناءهم واستباح ملكهم حتى هاجروا إلى فلسطين وسلط الله عليهم بعد ذلك ملوك الأشورين والبابليين حيث استولوا على أملاكهم وقادوهم أسرى وعذبوهم عابا شديدا وأخرجوهم من فلسطين .. ، ثم رجعوا مرة أخرى تحت الحماية الفارسية وأسسوا مملكة يهوذا ثم ما لبثوا حتى أرسل الله إليهم ملوك الإغريق يسومونهم سوء العذاب ، ثم ملوك سوريا حيث أثقلوا كواهلهم بالضرائب