مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم ... ، نحمد الله ونستعينه ونصلى ونسلم على خاتم أنبيائه ورسله وعلى آله وأصحابه أجمعين ... ،
أما بعد .. ،
فإن القرآن الكريم سيظل معجزة الله الباقية على مر الزمن ... ، فهو كتاب التشريع الذى يدعو إلى كل خير .. ، وكتاب الإعجاز البلاغى الذى تحدى الله به الثقلين ... ، وهو كتاب الكون الرياضى .. ، وكتاب الإعجاز العددى والحسابى ... ، وهو كتاب الإعجازات العلمية فى مختلف العلوم ... ، إنه دائما سيظل هو النور لكل الباحثين عن النور ... ، وطريق الهدى لمن تخبطوا طويلا فى الظلمات ... ،
ولأن القرآن الكريم هو كلام الله عزوجل فإن كلماته عميقة المعنى ، ويظل إعجازها على مر الأزمان مناسبا لكل العصور ، ويتواءم مع الأجيال والأزمان ، والبيئات والثقافات بالقدر الذى يسمح لكل جيل أن يرى فيه كل جديد ومعجز ... ، ولقد أجمل العلماء تلك الحقيقة فى قولهم ، " إن كل كلمة من كلمات القرآن الكريم كأنها قطعة من الماس يعطيك كل ضلع منها شعاعا تبهرك ألوان طيفه ، فهناك ضلعا يعطيك حقيقة تشريعية ... ، وضلعا آخر يعطيك حقيقة علمية ، وآخر يعطيك معجزة رياضية أو بلاغية .." ، وحين تحدى الله تعالى الإنس والجن بأن يأتوا بمثل هذا القرآن ، كان هذا التحدى لأنه سبحانه وتعالى هو العالم بما يحتويه كتابه من أسرار لا تخطر بالعقول المحدودة التى خلقها بقدرته ويعلم حدود طاقتها ، وإمكانياتها ... ، لذلك فإن البحث فى القرآن الكريم والذى هو كلام الله سبحانه ، يتطلب عمقا وجهدا يفوق البحث فى مسائل العلوم المختلفة ، حيث إنها إحدى فروع العلم التى