يقول تعالى (أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ) ... ، فى إيطاليا سنة ١٧٠٨ حدث زلزال بلغ عدد القتلى منه ٥٠٠٠ ألف نسمة ... ، وفى الصين سنة ١٩٢٠ كان عددهم ١٠٠٠٠٠ نسمة ، وفى طوكيو فى زلزال سنة ١٩٢٣ بلغ عدد القتلى ١٥٠٠٠٠ نسمة ولقد لجأ الكثيرون إلى شواطئ البحار ، فارتفعت الأمواج وابتلعت الجميع (١) .. ، فلا يأمن أحدنا عذاب الله إذا تكبر وسعى فى الفساد ، ولا يقنط من رحمته إن كان من التائبين العابدين يقول تعالى (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٢) ... ، لقد رأى صلىاللهعليهوسلم من آيات ربه الكبرى فى رحلة الإسراء والمعراج ، رأى عقوبة آكل الربا ... ، وعقوبة الزناة ومن وقعوا فى الغيبة والنميمة ، ومن أكلوا الحرام .. ، ومن تكاسلوا عن الصلاة المكتوبة ... ، وغير ذلك من المشاهد والعبر التى تجعلنا نوقن بأن الجنة حق ... ، وأن النار حق ، وأن الخير فى اتباع منهج الله والزهد فى الشهوات ولزوم الطريق المستقيم.
١٦ ـ الإعجاز فى إعداد النبى صلىاللهعليهوسلم وأمته
لقد كان النبى صلىاللهعليهوسلم أميا ... ، وكان ذلك شرف له ، حيث لم يتلق علمه من البشر ، ولكن كان علمه من الله تعالى ... ، وكانت الأمة التى يعيش بينها أمية حتى لا يظن الناس أن تقدم هذه الأمة كان وثبة حضارية لثقافتها ... ، ولكن ليدرك العالم كله ، والأمم فى كل زمان أن تقدم هذه الأمة كان بسبب أخذهم لهذا العلم الذى جاءهم من السماء بوحى الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم الذى بلغهم وأمرهم بالعمل بتلك الرسالة العظيمة ... ، ولقد أعدهم الله تعالى للدعوة إليه وفتح البلاد حيث تميزت هذه الأمة أنها تنتقل فى أسفارها كثيرا ... ، حيث إن منزلها فوق ظهر الإبل ، حيث يحمل العربى خيمته ويستقر بها فى المكان الذى يأوى إليه ... ، لقد أعدهم الله للسياحة فى البلاد ... ، كذلك كانوا فى الجاهلية تستمر الحروب بينهم سنين طويلة فأخذوا خبرة الحروب دون الحاجة إلى مدرسة حربية يتعلمون فيها فنون الحرب ، ويشاء الله تعالى
__________________
(١) الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم ـ دكتور زغلول النجار ـ أخبار اليوم.
(٢) سورة الفرقان الآية ٧٠.