كتابا عن طريقة القيادة ... ، لقد كان الصحابة يطبقون ما يسمعون ويعلمون من رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمجرد سماعهم للأمر ، لكننا نقرأ العلم ونطوى الكتب وننسى لعدم الممارسة والتطبيق ... ، يقول الصحابة تعلمنا الإيمان ثم القرآن فازددنا بالقرآن إيمانا ... ، الصحابة كانوا يقيمون الصلاة قبل أن يقرءوا عن الصلاة ... ، لذلك مرت علينا ، قرون والقرآن مهجور (والعلم مطوى) فى الصحف ، لا يجد من يقرأه ، وجلس الشباب على المقاهى ، وانشغل الناس فى ميادين العمل وبدلا من العبادة والذكر والدعوة إلى الله ، انشغلوا بالمال ، والبنين ، والنساء ، فتخلف المسلمون ، وأصبح الإسلام كالأرض التى هجرها الزارعون زمنا طويلا لذلك فهى الآن تحتاج كثيرا من الأيدى العاملة لتعود خصبة كما كانت ، يخشع أهلها عند سماع الآيات فالإسلام يحتاج إلى دعاة ، فكل مسلم عليه واجب الدعوة يقول تعالى (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١) فكل من اتبع الرسول صلىاللهعليهوسلم عليه واجب الدعوة ... ، يقول تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢) وهى بشرى من الله لمن يدعو إليه أنه من الفائزين وغيره من الخاسرين ، يقول تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) ... ، سأل أحد الأنبياء ربه عن أجر الداعى إليه فأجابه أن الكلمة بعبادة سنة صيامها وقيامها ... ، والداعى يجب أن يكون سخيا كريما لين الكلام ، يؤثر غيره على نفسه حتى تصل دعوته إلى القلوب لقد تأخر الهدهد عن النبى سليمان عليهالسلام وكاد أن يذبح لأنه تأخر عن النبى سليمان عليهالسلام ولقد تحرك وأرسل رسالة النبى سليمان عليهالسلام وألقاها إليهم حتى عادوا جميعا إلى الله واسلموا ... ، ولقد كان الذئب يدعو إلى الله فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم ، حيث أخذ أحد الناس صيدا من فمه فقعد على ذيله قائلا عجبا أ تأخذ منى رزقا ساقه الله إلى ، وحين يتعجب الرجل ، فكان
__________________
(١) سورة يوسف الآية ١٠٨.
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٤.
(٣) سورة العصر.