إخوتى" حتى يشرك نفسه معهم فيما حدث ليخفف من شعورهم بالذنب تأدبا فى الحديث ... ، ومن الأدب القرآنى أيضا ما ورد عن الخضر حين صحب موسى عليهالسلام حيث خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار الذى أوشك أن ينقض ، وحين علل أفعاله قال عن السفينة (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) (١) وعن الغلام (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ) (٢) وعن الجدار الذى أقامه (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما) (٣) ، وهنا نجد التعبير بأردت ، وأردنا فى خرق السفينة وقتل الغلام وذلك تأدبا مع الله عزوجل ولكن إقامة الجدار لليتيمين قال" فأراد ربك" فقد نسب الأمر لله حيث ظاهر الأمر خيرا بالنسبة لإقامة الجدار ... ، إن الأدب الإسلامى فى نظامه الاقتصادي لا يقوم على احتكار السلع كما تفعل الدول التى لا تنتمى إلى الإسلام ... ، وفى أسلوبه الأخلاقى والاجتماعى لا يقوم على الإباحية وهتك الأعراض وقتل الأطفال من الزنا وتناول المسكرات ... ، وفى أسلوبه العسكرى لا يقوم على مبادئ التخريب والبطش بالأطفال والنساء والشيوخ ... ، لذلك فالدين الإسلامى باق ما دامت السماوات والأرض ... ، باق لأن أسسه كلها تقوم على الحق والعدل ... ، باق لأن الواحد القهار رضيه دينا فقال سبحانه" إن الدين عند الله الإسلام" ... ، (٤)
١٨ ـ سبحان الحكيم الخبير
سبحان الله القاهر فوق عباده ، سبحان الحكيم الخبير الذى لا يقف أمامه أمر ، فكل شىء خلقه بعلمه واسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، وصورنا فأحسن صورنا وكان أمره بكل فيكون ... ، فهو الذى بقدرته أخرج الناقة دما ولحما من الصخرة الصماء لصالح عليهالسلام وهو الذى جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليهالسلام ، ورزق مريم ابنة عمران فى محرابها بغير حساب ، وهو الذى بقدرته جعل البحر طريقا يبسا لموسى عليهالسلام ، ولقد أحيا الموتى بإذنه لعيسى عليهالسلام ولقد
__________________
(١) سورة الكهف الآية ٨٠.
(٢) سورة الكهف الآية ٨١.
(٣) سورة الكهف الآية ٨٢.
(٤) سورة آل عمران الآية ١٩.