قدم إليه من مكة بعد غزوة بدر بحجة ابنه الأسير الذى أسره المسلمون وجاء ليفديه بالمال ، فأخبره النبى صلىاللهعليهوسلم بشرطه مع صفوان بن امية وهو أن يقتل النبى صلىاللهعليهوسلم على أن يعول صفوان أولاده ويقضى دينه ، ففزع عمير وأعلن الشهادتين ، ثم قال : هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان (١) ... ، وأقر أن هذا لم يكن إلا الوحى للنبى صلىاللهعليهوسلم من السماء ... ، ولقد قال عن طلحة بن عبيد الله" من سره أن ينظر إلى رجل يمضى على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة" (٢) وبالفعل فلقد كان من المطالبين بالثأر لدم عثمان رضى الله عنه مع جنود معاوية ولكنه ينسحب حين يستمع إلى كلمات الإمام على الذى كان يرى تأجيل ذلك والتروى لتفرق الجناة وحقنا لدماء المسلمين وعند ذلك يرميه مروان ابن الحكم بسهم يؤدي بحياته وتصدق فيه نبوءة الرسول صلىاللهعليهوسلم (٣) ... ، ولقد قال صلىاللهعليهوسلم ذات يوم" من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثى ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئا سمعه منى" فبسط أبو هريرة ثوبه ثم ضمه إليه" يقول أبو هريرة فو الله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه وروى الكثير من الأحاديث ... ، ولقد قال صلىاللهعليهوسلم" رب أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك" (٤) ... ، وحين التحمت الجيوش اقترب منه أحد الصحابة فى موقعة تستر ضد الفرس وبعد أن صرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس ، قال له الصحابى : أتذكر يا براء قول الرسول عنك ، ثم طلب منه أن يقسم على ربه ، فرفع البراء ذراعيه إلى السماء قائلا" اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم اهزمهم ، وانصرنا عليهم ، والحقنى اليوم بنبيك" واندفع يقاتل فى شجاعة واستبسال لا نظير له ، ولقد استجاب الله دعوته فكان النصر وكانت الشهادة للبراء بن مالك رضى الله عنه .. ، وحين أسر العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قبل إسلامه ، وطلب منه النبى صلىاللهعليهوسلم أن يفدى نفسه بالمال ، فقال : من أين وقد تركتنى فقير قريش فقال صلىاللهعليهوسلم : وأين المال الذى دفعته لأم الفضل ، وهى زوجته ولقد أخبره صلىاللهعليهوسلم بقوله لها : إن قتلت تركتك غنية ما بقيت ، فقال أشهد أن الذى تقوله قد كان ، وما اطلع عليه
__________________
(١) انظر معجزات النبى صلىاللهعليهوسلم ـ أحمد رجب محمد ـ مطبعة محمد صحيح.
(٢) رجال حول الرسول ـ فى الحديث طلحة والزبير رضى الله عنهما .. ،.
(٣) نفس المرجع السابق.
(٤) انظر الحديث عن البراء بن مالك ـ بنفس المرجع السابق.