الوادي (١) أو عطف (٢) بيان له (٣). أو مرفوع على إضمار مبتدأ (٤) ، أو منصوب على إضمار أعني.
فصل (٥)
استدلت المعتزلة بقوله : «اخلع نعليك» على أن كلام الله تعالى ليس (٦) بقديم ، إذ لو كان قديما لكان الله قائلا قبل وجود موسى : اخلع نعليك يا موسى ، ومعلوم أن ذلك سفه ، فإن الرجل في الدار الخالية إذا قال يا يزيد افعل ، ويا عمرو لا تفعل مع أن زيدا وعمرا (٧) لا (٨) يكونان حاضرين (٩) يعد ذلك جنونا وسفها. فكيف يليق ذلك (١٠) بالإله سبحانه وتعالى؟ وأجيب عن ذلك بوجهين :
الأول : أن كلامه تعالى وإن كان قديما إلا أنه في الأزل لم يكن أمرا ولا نهيا.
الثاني : أنه كان أمرا بمعنى أنه وجد في الأزل شيء لما استمر إلى ما لا يزال صار الشخص به مأمورا من غير وقوع التغير في ذلك الشيء ، كما أن القدرة تقتضي صحة الفعل ، ثم إنها كانت موجودة في الأزل من غير هذه الصحة ، فلما استمرت إلى ما لا يزال حصلت الصحة ، فكذا ههنا ، وهذا كلام فيه غموض وبحث دقيق.
فصل (١١)
قال بعضهم : في الآية دلالة على كراهة الصلاة والطواف في النعل ، والصحيح عدم الكراهة ، لأنا إن عللنا الأمر بخلع النعلين لتعظيم الوادي ، وتعظيم كلام (١٢) الله تعالى كان الأمر مقصورا على تلك الصورة.
وإن عللناه بأن النعلين كانتا من جلد حمار ميّت ، فجائز أن يكون محظورا لبس جلد الحمار الميت ، وإن كان مدبوغا ، فإن كان ذلك فهو منسوخ بقوله عليهالسلام : «أيما إهاب دبغ فقد طهر» (١٣) وقد صلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في نعليه ثم خلعهما في الصلاة ،
__________________
(١) البيان ٢ / ١٣٩ ، التبيان ٢ / ٨٨٦ ، البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
(٢) عطف : سقط من ب.
(٣) البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
(٤) أي : هو طوى. التبيان ٢ / ٨٨٦.
(٥) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٧ ـ ١٨.
(٦) ما بين القوسين سقط من ب.
(٧) في الأصل : مع أن زيد وعمرو. وهو تحريف.
(٨) في الأصل : لم. وهو تحريف.
(٩) في الأصل : حاضرون. وهو تحريف.
(١٠) في ب : ذلك يليق.
(١١) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٨.
(١٢) كلام : سقط في ب.
(١٣) أخرجه مسلم (حيض) ١ / ٢٧٧ ، وأبو داود (لباس) ٤ / ٣٦٧ ، والترمذي (لباس) ٣ / ١٣٥ ، والنسائي (فرع) ٧ / ١٧٣ ، ومالك (صيد) ٢ / ٤٩٨ وأحمد ١ / ٢١١ ، ٢٧٠ ، ٣٤٣. الإهاب : الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ. اللسان (أهب).