قاضيه ، وجاز حذفه وإن كان مخفوضا (١) ، لأنه منصوب المحل ، أي فاقض الذي أنت قاضيه (٢).
والثاني : أنها مصدرية ظرفية (٣) ، والتقدير : فاقض أمرك مدة ما أنت قاض.
ذكر ذلك أبو البقاء (٤). ومنع بعضهم جعلها مصدرية ، قال : لأنّ «ما» المصدرية لا توصل بالجمل الاسمية. وهذا المنع ليس مجمعا عليه بل جوّز ذلك جماعة كثيرة (٥) ، ونقل ابن (٦) مالك (٧) أن ذلك يكثر إذا دلّت (ما) على الظرفية وأنشد :
٣٦٧٧ ـ واصل خليلك ما التّواصل ممكن |
|
فلأنت أو هو عن قليل ذاهب (٨) |
ويقل إن كانت (٩) غيرة ظرفية وأنشد :
٣٦٧٨ ـ أحلامكم لسقام الجهل شافية |
|
كما دماؤكم تشفي من الكلب (١٠) |
__________________
(١) في ب : محذوفا.
(٢) أي : أن العائد المجرور بالإضافة يجوز حذفه إذا كان المضاف الجار للعائد وصفا ناصبا للعائد تقديرا بأن كان اسم فاعل للحال أو للاستقبال غير ماض خلافا للكسائي نحو قوله تعالى : «فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ». وانظر في حذف العائد المجرور شرح التصريح ١ / ١٤٦ ـ ١٤٧. وشرح الأشموني ١ / ١٧٢.
(٣) في ب : ظرفية مصدرية.
(٤) قال أبو البقاء :(«ما أَنْتَ قاضٍ» في «ما» وجهان : أحدهما : هي بمعنى الذي ، أي : افعل الذي أنت عازم عليه ، والثاني : هي زمانية أي : اقض أمرك مدة ما أنت قاض) التبيان ٢ / ٨٩٧.
(٥) ذكر المحقق الرضي أن صلة (ما) المصدرية لا تكون عند سيبويه إلا جملة فعلية. وجوز غيره أن تكون جملة اسمية أيضا. وهو الحق ، وإن كان ذلك قليلا كقول الشاعر :
أعلاقة أم الوليّد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثغام المخلس |
شرح الكافية ٢ / ٣٨٦ ، وانظر أيضا البحر المحيط ٦ / ٢٦٢.
(٦) في ب : وذلك. وهو تحريف.
(٧) قال ابن مالك : وأما (ما) المصدرية فتوصل بفعل متصرف غير أمر ، ومثلها : «لو» إلا أنّ (ما) تنفرد بنيابتها عن طريق زمان ، وصلتها حينئذ فعل ماضي اللفظ مثبت أو مضارع منفي ب (لم) نحو أصلك ما وصلتني وما لم تصل عمرا ، وتوصل ـ أيضا ـ إذا نابت عن ظرف الزمان بجملة ابتدائية كقول الشاعر :
واصل خليلك ما التواصل ممكن |
|
فلأنت أو هو عن قريب ذاهب |
وقد توصل بها في غير التوقيت كقول الكميت :
أحلامكم لسقام الجهل شافية |
|
كما دماؤكم تشفي من الكلب |
شرح الكافية الشافية ١ / ٣٠٦.
(٨) البيت من بحر الكامل لم ينسبه ابن مالك ، وهو في شرح الكافية الشافية ١ / ٣٠٦ شرح التسهيل ١ / ٢٥٤. والشاهد فيه أنّ (ما) دلت على الظرفية وصلتها جملة اسمية ، وهي (التواصل ممكن) وذلك كثير.
(٩) في ب : ما.
(١٠) البيت من بحر البسيط قاله الكميت بن زيد الأسدي. وهو في ديوانه ١ / ٨١ ، شرح الكافية الشافية ١ / ٣٠٦ ، شرح التسهيل ١ / ٢٥٥ ، واللسان (كلب) ، الهمع ١ / ٨١ ، ومعاهد التنصيص ٣ / ٨٨ ، والدرر ـ