بالقرآن. قوله : (يَوْمَ يُنْفَخُ)(١) «يوم» بدل من (يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٢) ، أو بيان له أو منصوب بإضمار فعل ، أو خبر مبتدأ مضمر ، وبني (٣) على الفتح على رأي الكوفيين كقراءة (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ)(٤) وقد تقدّم. وقرأ أبو عمرو «ننفخ» مبنيّا للفاعل بنون العظمة كقوله : «ونحشر» أسند الفعل إلى (٥) الأمر به تعظيما للمأمور ، وهو إسرافيل. والباقون بالياء مضمومة مفتوح الفاء على البناء للمفعول (٦) ، والقائم (٧) مقام الفاعل الجار والمجرور (٨) بعده. والعامة على إسكان الواو «في الصّور».
وقرأ الحسن وابن عامر (٩) بفتحها جمع صورة كغرف جمع غرفة ، وقد تقدم القول في الصّور في الأنعام (١٠) (وقرىء : «ينفخ ، ويحشر» بالياء مفتوحة مبنيا للفاعل (١١) ، وهو الله تعالى أو الملك) (١٢). وقرأ الحسن وحميد «ينفخ» كالجمهور (١٣) ، «ويحشر» بالياء مفتوحة مبنيا للفاعل (١٤) ، والفاعل (١٥) كما تقدم ضمير الباري أو ضمير الملك. وروي
__________________
ـ فعل ، ويكون مسماه فعل أمر بمعنى أقبل أو تعال ، فاللام للتبيين أي إرادتي لك أو أقول لك. واللام في الآية التي معنا للبيان وهي متعلقة بمحذوف ، لأن الجار والمجرور لا يتعلق بالجامد. انظر المغني ١ / ٢٢٢.
(١) في ب : يوم ينفخ في الصّور.
(٢) في الآية السابقة : (١٠٠). البحر المحيط ٦ / ٢٧٨.
(٣) في ب : وهو. وهو تحريف.
(٤) من قوله تعالى : «قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ» [المائدة : ١١٩] وذكر ابن عادل هناك : الجمهور على رفعه من غير تنوين ونافع على نصبه من غير تنوين ، فأما قراءة الجمهور فواضحة على المبتدأ والخبر ، فالجملة في محل نصب بالقول ، وجملة (يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) في محل جر بالإضافة ، وأما قراءة نافع ف «هذا» مبتدأ ، و«يوم» خبره كالقراءة الأولى ، وإنما بني الظرف لإضافته إلى الجملة الفعلية وإن كانت معربة وهذا مذهب الكوفيين ، واستدلوا عليه بهذه القراءة وأما البصريون فلا يجيزون البناء إلا إذا صدّرت الجملة المضاف إليها بفعل ماض وخرّجوا هذه القراءة على أنّ «يوم» منصوب على الظرف ، وهو متعلق في الحقيقة بخبر المبتدأ ، أي : هذا واقع أو يقع في يوم ينفع ، و«ينفع» في محل خفض بالإضافة.
(٥) في ب : في. وهو تحريف.
(٦) السبعة (٤٢٤) ، الحجة لابن خالويه (٢٤٧) ، الكشف ٢ / ١٠٦ ، النشر ٢ / ٣٣٢ ، الإتحاف (٣٠٧).
(٧) في ب : وهو القائم. وهو تحريف.
(٨) في ب : على الجار والمجرور. وهو تحريف.
(٩) في ب : وابن عامر في رواية.
(١٠) عند قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) [الأنعام : ٧٣].
(١١) البحر المحيط ٦ / ٢٧٨.
(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٣) في ب : وقرأ «ينفخ» «ويحشر» كالجمهور. وهو تحريف.
(١٤) البحر المحيط ٦ / ٢٧٨.
(١٥) والفاعل : سقط من ب.