تمامه أو بيانه أو هما (١) جميعا ، لأنه يجب التوقف في معنى الكلام إلى أن يفرغ لجواز أن يحصل عقيبه استثناء أو شرط ، أو غيرهما من المخصصات (٢).
فإن قيل : الاستعجال الذي نهي عنه إن كان فعله بوحي فكيف نهي عنه؟
فالجواب لعله فعله باجتهاد ، وكان الأولى تركه فلهذا نهي عنه (٢).
قوله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) العامة على بناء «يقضى» للمفعول ورفع «وحيه» لقيامه مقام الفاعل (٣).
والجحدري وأبو حيوة والحسن ، وهي قراءة عبد الله «تقضي» بنون العظمة مبنيّا للفاعل ، «وحيه» مفعول به (٤).
وقرأ الأعمش كذلك إلّا أنّه سكن (لام الفعل (٥)) (٦) ، استثقل الحركة وإن كانت خفيفة على حرف العلة ، وقد (٧) تقدم شواهد عند قراءة «من أوسط ما تطعمون أهاليكم» (٨).
قوله : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) أي : بالقرآن ومعانيه ، وقيل : «علما» أي (٩) ما علمت. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه قال (١٠) : اللهم زدني إيمانا ويقينا.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (١١٦) فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧) إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) (١١٩)
قوله تعالى (١١) : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) الآية. في تعليق هذه الآية بما قبلها وجوه(١٢) :
__________________
(١) في ب : أو بهما. وهو تحريف.
(٢) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٢.
(٢) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٢.
(٣) انظر التبيان ٢ / ٩٠٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢٨٢ ، الإتحاف (٣٠٨).
(٤) المختصر (٩٠). وانظر أيضا المراجع السابقة.
(٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٨٢. وفيه : وقال صاحب اللوامح : (وذلك على لغة من لا يرى فتح الياء بحال إذا انكسر ما قبلها وحلت طرفا).
(٦) ما بين القوسين في ب : لام التعليل والفعل. وهو تحريف.
(٧) قد : سقط من ب.
(٨) [المائدة : ٨٩] وذكر هناك : وقرأ جعفر الصادق «من أوسط ما تطعمون أهاليكم» بسكون الياء ، وفيه تخريجان ، أحدهما : أن أهالي جمع تكسير لأهل فهو شاذ في القياس كليلة وليال ، قال ابن جني : أهال بمنزلة ليال واحدها أهالة وليلاة ، والعرب تقول أهل كاملة ، قال الشاعر : وأهلة ودّ قد سررت بودّهم.
وقياس قول أبي زيد أنه يجعله جمع لواحد مقدر نحو أحاديث وأعاريض. وإليه يشير قول ابن جني أهال بمنزلة ليال واحدها أهلاة وليلاة ، فهو يحتمل أن يكون بطريق الاتساع ويحتمل أن يكون بطريق القياس كما تقول أرض. وكان قياس قراءة جعفر تحريك الياء بالفتحة لخفتها ولكن تشبه الياء بالألف فقدر فيها الحركة ، وهو كثير في النظم. انظر اللباب ٣ / ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٩) في ب : إلى. وهو تحريف.
(١٠) في ب : هذه الآية يقول.
(١١) تعالى : سقط من ب.
(١٢) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤.