عن المبرد أنه قال : هو جمع واحدته ترابة ، والنسبة إلى التراب ترابي (١). وذكر النحاس في كتابه صناعة الكتاب : في التراب خمس عشرة (٢) لغة فقال (٣) يقال : تراب وتورب على وزن جعفر ، وتوراب ، وتيرب ـ بفتح أولهما ـ والإثلب والأثلب الأول بكسر الهمزة واللام ، والثاني بفتحهما (٤) ، والثاء مثلاثة فيهما (٥) ومنه قولهم : بفيه الأثلب ، وهو الكثكث ـ بفتح الكافين وبالثاء المثلاثة المكررة ، والكثكث ـ بكسر الكافين ـ والدقعم ـ بكسر الدال والعين ـ والدقعاء بفتح الدال والمد ، والرغام ـ بفتح الراء والغين المعجمة ـ ومنه : أرغم الله أنفه ، أي : ألصقه بالرغام وهو البرا (٦) مقصور مفتوح الباء الموحدة كالعصا ، والكلخم (٧) بكسر الكاف والخاء المعجمة وإسكان اللام بينهما (٨) ، والكلخ بكسر الكاف واللام وإسكان الميم بينهما والخاأ أيضا معجمة ، والعثير بكسر العين المهملة وإسكان الثاء المثلاثة وبعدها مثناة من تحت مفتوحة (٩).
قوله : (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) والنطفة اسم للماء القليل ، أي ماء كان ، وهوهنا ماء الفحل ، وجمعها نطاف (١٠) ، فكأنه سبحانه يقول : أنا الذي قلبت ذلك التراب اليابس ماء لطيفا مع أنه لا مناسبة بينهما (١١). والمراد من الخلق من النطفة الذرية.
قوله : (ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) والعلقة قطعة الدم الجامدة ، وجمعها علق ولا شك أن بين الماء وبين الدم الجامد مباينة شديدة (١٢). وعن بعضهم وقد سئل عن أصعب الأشياء فقال : وقع الزلق على العلق ، أي : على دم القتلى في المعركة (١٣).
قوله : (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) المضغة : القطعة من اللحم قدر ما يمضغ (١٤) نحو الغرفة ، والأكلة بمعنى المغروفة والمأكولة.
__________________
ـ اليواقيت ، شرح الفصيح ، غريب مسند أحمد وغير ذلك ، مات سنة ٣٤٥ ه ببغداد. بغية الوعاة ١ / ١٦٤ ـ ١٦٦.
(١) لأنك إذا نسبت إلى ما يدل على الجمع فإن كان اللفظ جنسا كتمر وضرب أو اسم جمع كنفر ورهط وإبل نسبت إلى لفظه نحو تمري وإبلي سواء كان اسم الجمع مما جاء من لفظه ما يطابق على واحده كراكب في ركب أولم يجىء كغنم وإبل. شرح الشافية ٢ / ٧٨.
(٢) في النسختين : اثني عشر. والصواب ما أثبته.
(٣) فقال : تكملة من التهذيب.
(٤) في ب : الأول بكسر الهمزة والثاني بفتحها.
(٥) فيهما : سقط من ب.
(٦) في النسختين : التراب. والصواب ما أثبته.
(٧) في ب : الكلخ. وهو تحريف.
(٨) في ب : هاهنا. وهو تحريف.
(٩) تهذيب الأسماء واللغات القسم الثاني ١ / ٤٠ ـ ٤١.
(١٠) قياس جمع نطفة نطف ، لأن ما كان اسما على فعلة يجمع على فعل ، وقد يجمع على فعال ، وهو مما يحفظ كبرمة وبرام. انظر شرح الأشموني ٤ / ١٣٠ ، ١٣٥.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٩.
(١٢) الفخر الرازي ٢٣ / ٩.
(١٣) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٩.
(١٤) انظر تفسير ابن عطية ١١ / ٢٢٨ ، البحر المحيط ٦ / ٣٥٢.