ذكر منها الصّاغاني (١) ستة وثلاثين لغة ، وهي : (هيهات) ، وأيهات ، وهيهان ، وأيهان وهيهاه (٢) ، وأيهاه (٣) كل واحد من هذه الستة مضمومة الآخر ومفتوحة ، ومكسورته ، وكل واحدة منها منوّنة وغير منوّنة ، فتكون ستّا وثلاثين (٤). وحكى غيره : هيهاك (٥) ، وأيهاك ـ بكاف الخطاب ـ ، وأيهاء ، وأيها ، وهيهاء (٦) ، فأمّا المشهور ما قرىء به. فالمشهور «هيهات» بفتح التاء من غير تنوين بني لوقوعه موقع المبني ، أو لشبهه بالحرف (٧) ، وتقدم تحقيق ذلك وبها قرأ العامة (٨) وهي لغة أهل الحجاز (٩). و «هيهاتا» بالفتح والتنوين ، وبها قرأ أبو عمرو في رواية هارون عنه ونسبها ابن عطية (١٠) لخالد بن إلياس(١١).
و «هيهات» بالضم والتنوين وبها قرأ الأحمر (١٢) وأبو حيوة (١٣). وبالضم من غير تنوين ،
__________________
(١) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي أبو الفضائل الصّغاني ، ويقال : الصّاغاني الحنفي ، حامل لواء اللغة في زمانه ومن مصنفاته : مجمع البحرين في اللغة ، التكملة على الصحاح ، العباب ، العروض ، شرح أبيات المفصل ، وغير ذلك ، مات سنة ٦٠٥ ه. بغية الوعاة ١ / ٥١٩ ـ ٥٢١.
(٢) في النسختين : وهايهات.
(٣) في النسختين : وأيهات.
(٤) انظر شرح التصريح ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧ ، الهمع ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦ ، شرح الأشموني ٣ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.
(٥) في النسختين : هيهاتا.
(٦) انظر شرح التصريح ٢ / ١٩٧ ، الهمع ٢ / ١٠٦ ، شرح الأشموني ٣ / ٢٠٠.
(٧) أسماء الأفعال بنيت لمشابهتها مبني الأصل ، وهو فعل الماضي والأمر ، ويجوز أن يقال : إنها بنيت لكونها أسماء لما أصله البناء ، وهو مطلق الفعل سواء بقي على ذلك الأصل كالماضي والأمر ، أو خرج عنه كالمضارع. وقيل : إنها بنيت لمشابهتها الحروف في الاستعمال في لزومها طريقة من طرائق الحروف الدالة على المعاني في نيابتها عن الأفعال في معناها وعملها ، ولا يدخل عليها عامل من العوامل فيؤثر فيها لفظا أو محلا ، كهيهات نائبة عن فعل ماض ، وهو بعد. وصه نائبة عن فعل أمر وهو اسكت ، وأوه نائبة عن فعل مضارع وهو أتوجع. ولا يصح أن يدخل عليها شيء من العوامل اللفظية والمعنوية. شرح الكافية ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، شرح التصريح ١ / ٥٠ ـ ٥٢.
(٨) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٠٤ ، الإتحاف ٣١٨.
(٩) وهو اسم واحد عندهم ، سمي به الفعل في الخبر ، وهو اسم بمعنى بعد ، وهو عندهم رباعي من مضاعف الهاء والياء ووزنه فعللة وأصله هيهية فهو من باب الزلزلة والقلقلة ، فألف (هيهات) بدل من الياء الثانية ، لأن أصلها هيهية ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، فصارت (هيهات) ، وتاؤه للتأنيث لحقه علم التأنيث ، وإن كان مبنيا كما لحق كية ، وذية ، فعلى هذا تبدل من تائه هاء في الوقف. المحتسب ٢ / ٩١ ، شرح المفصل ٤ / ٦٥ ـ ٦٦.
(١٠) تفسير ابن عطية ١٠ / ٣٥٦ ، وانظر أيضا البحر المحيط ٦ / ٤٠٤.
(١١) هو خالد بن إلياس العدوي ، أبو الهيثم المدني الإمام أخذ عن عامر بن سعيد وصالح مولى التوأمة ، وأخذ عنه القعنبي وأبو نعيم. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ٢٧٤.
(١٢) هو عنبة بن النضر الأحمر ، أبو عبد الرحمن اليشكري المقرىء النحوي عرض على سليم بن عيسى ، ومحمد بن زكريا النشابي ، وغيرهما ، روى القراءة عنه عبد الله بن جعفر السّواق.
طبقات القراء ١ / ٦٠٥.
(١٣) المختصر (٩٧) ، المحتسب ٢ / ٩٠ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٣٥٥ ، البحر المحيط ٦ / ٤٠٤.