ويروى عن أبي حيوة أيضا (١) ، فعنه فيها وجهان وافقه أبو السمال في الأولى دون الثانية (٢).
و «هيهات» بالكسر والتنوين ، وبها قرأ عيسى وخالد بن إلياس (٣). وبالكسر من غير تنوين ، وهي قراءة أبي جعفر وشيبة ، وتروى عن عيسى أيضا (٤) وهي لغة تميم وأسد (٥).
و «هيهات» بإسكان التاء ، وبها قرأ عيسى بن عمر الهمداني (٦) أيضا وخارجة (٧) عن أبي عمرو والأعرج (٨) و «هيهاه» بالهاء آخرا وصلا ووقفا. و «أيهات» بإبدال الهاء همزة مع فتح التاء ، وبهاتين قرأ بعض القراء فيما نقل أبو البقاء (٩). فهذه تسع لغات قد قرىء بهنّ لم يتواتر منها غير الأولى. ويجوز إبدال الهمزة من الهاء الأولى (١٠) في جميع ما تقدم فيكمل بذلك ست عشرة لغة. و «أيهان» بالنون آخرا. و «أيها» بألف آخرا.
فمن فتح التاء قالوا : فهي عنده اسم مفرد ، ومن كسرها فهي عنده جمع تأنيث كزينبات وهندات. ويعزى هذا لسيبويه ، لأنه قال : هي مثل بيضات (١١) ، فنسب إليه أنه جمع من ذلك ، حتى قال بعض النحويين : مفردها (هيهة) (١٢) مثل بيضة.
__________________
(١) تفسير ابن عطية ١٠ / ٣٥٦ ، البحر المحيط ٦ / ٤٠٤.
(٢) البحر المحيط ٦ / ٤٠٤.
(٣) المختصر (٩٧) ، المحتسب ٢ / ٩٠ ، البحر المحيط ٦ / ٤٠٤ ـ ٤٠٥.
(٤) المختصر (٩٧) ، المحتسب ٢ / ٩٠ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٣٥٥ ، البحر المحيط ٦ / ٤٠٤ ، النشر ٢ / ٣٢٨ ، الإتحاف ٣١٨.
(٥) انظر الكتاب ٣ / ٢٩١ ، وابن يعيش ٤ / ٦٦.
(٦) هو عيسى بن عمر أبو عمر الهمداني الكوفي القارىء الأعمى مقرىء الكوفة بعد حمزة ، عرض على عاصم بن أبي النجود ، وطلحة بن مصرف والأعمش ، عرض عليه الكسائي ، وبشر بن نصر ، وخارجة بن مصعب ، وغيرهما مات سنة ١٥٦ ه. طبقات القراء ١ / ٦١٢ ـ ٦١٣.
(٧) هو خارجة بن مصعب ، أبو الحجاج الضبعي السرخسي ، أخذ القراءة عن نافع ، وأبي عمرو ، وله شذوذ كثير عنهما لم يتابع عليه ، وروى أيضا عن حمزة حروفا ، روى القراءة عنه العباس بن الفضل ، وأبو معاذ النحوي ، ومغيث بن بديل ، مات سنة ١٦٨ ه. طبقات القراء ١ / ٢٦٨.
(٨) المحتسب ٢ / ٩٠ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٣٥٥ ، البحر المحيط ٦ / ٤٠٥.
(٩) قال أبو البقاء : (ويقرأ «هيهاه» ـ بالهاء ـ وقفا ووصلا ، ويقرأ «أيهاة» بإبدال الهمزة من الهاء الأولى) التبيان ٢ / ٩٥٥.
(١٠) الهمزة تبدل من الهاء كما في : (ماء) فأصله (موه) لقولهم : (أمواه) ، فقلبت الواو ألفا ، والهاء همزة وأبدلت الهاء أيضا همزة في جمع ماء فقالوا : (أمواء) قال :
وبلدة قالصة أمواؤها |
|
تستنّ في رأد الضحى أفياؤها |
وأبدلت أيضا منها في آل أصله (أهل) ، فأبدلت الهاء همزة ، فقيل : (أأل) ، هم أبدلت الهمزة ألفا ، فقيل : (آل). وأبدلت أيضا من الهاء في (هل) ، فقالوا : (أل) فعلت كذا؟ يريدون : هل فعلت كذا؟ حكى ذلك قطرب عن أبي عبيدة وأبدلت أيضا من الهاء في (هذا) ، فقالوا : (آذا).
سر صناعة الإعراب ١ / ١٠٠ ـ ١٠٧ ، الممتع ١ / ٣٤٨ ـ ٣٥١.
(١١) انظر الكتاب ٣ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.
(١٢) قال الزجاج : (وواحد (هيهات) على هذا اللفظ إن لم يكن حاله واحدا (هيهة). فإن هذا تقديره وإن لم ننطق به) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ١٣.