و «بهما» يتعلق ب «تأخذكم» ، أو بمحذوف على سبيل البيان ، ولا يتعلق ب «رأفة» لأن المصدر لا يتقدم (١) عليه معمولا ، و «دين الله» متعلّق بالفعل قبله أيضا (٢).
وهذه الجملة (٣) دالة على جواب (٤) الشرط بعدها (٥) ، أو (٦) هي الجواب عند بعضهم (٧).
فصل
الزنا حرام ، وهو من الكبائر ، لأن الله تعالى قرنه بالشرك وقتل النفس في قوله : (وَلا يَزْنُونَ)(٨) ، وقال (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى)(٩) ، وقال عليهالسلام (١٠) : «يا معشر الناس اتقوا الزّنا فإنّ فيه ست خصال : ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، أما التي في الدنيا : فيذهب البهاء ، ويورث الفقر ، وينقص العمر. وأما اللاتي (١١) في الآخرة : فسخط الله ، وسوء الحساب ، وعذاب (النار (١٢)»)(١٣).
قال بعض العلماء في حدّ الزنا : إنه عبارة عن إيلاج فرج في فرج مشتهى طبعا محرم قطعا (١٤).
واختلف العلماء في اللواط ، هل يسمى زنا أم لا؟
فقيل : نعم لقوله ـ عليهالسلام (١٥) ـ : «إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان» (١٦) ، ولدخوله في حدّ الزنا المتقدم. وقيل : لا يسمى زنا ، لأنه في العرف لا يسمى زانيا ، ولو حلف لا يزني فلاط لم يحنث ، ولأن الصحابة اختلفوا في حكم اللواط وكانوا عالمين باللغة. وأما الحديث فمحمول على الإثم (بدليل قوله ـ عليهالسلام ـ) (١٧) : «إذا أتت
__________________
(١) في : ولا يتعلق. وهو تحريف.
(٢) انظر التبيان ٢ / ٩٦٤.
(٣) وهي قوله تعالى : «وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ» [النور : ٢].
(٤) في ب : وجوب. وهو تحريف.
(٥) وهو قوله : «إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ» [النور : ٢]. أي : فتعطلوا الحدود ولا تقيموها. وهو قول مجاهد والشعبي وابن زيد ، والنهي في الظاهر للرأفة والمراد ما تدعو إليه الرأفة وهو تعطيل الحدود أو نقصها. معاني القرآن ٢ / ٢٤٥ ، البحر المحيط ٦ / ٤٢٩.
(٦) في ب : و.
(٧) هو ظاهر كلام الزمخشري ، فإنه قال : (وقوله : «إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» من باب التهييج وإلهاب الغضب لله ولدينه) الكشاف ٣ / ٦٠.
(٨) من قوله تعالى : «وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً» [الفرقان : ٦٨].
(٩) من قوله تعالى : «وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً» [الإسراء : ٣٢].
(١٠) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١١) في ب : التي.
(١٢) انظر الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١١٦).
(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٤) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ١٣٢.
(١٥) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٦) ذكره الفخر الرازي. انظر تفسيره ٢٣ / ١٣٢.
(١٧) ما بين القوسين سقط من ب.