وقيل : هذه الآية نزلت في مشركي مكة حين كان بينهم وبين رسول الله عهد ، فكانت المرأة إذا خرجت إلى المدينة مهاجرة قذفها المشركون من أهل مكة وقالوا : «إنها خرجت لتفجر» فنزلت فيهم(١).
قوله : (يَوْمَ تَشْهَدُ) ، ناصبه الاستقرار الذي تعلق به «لهم» (٢).
وقيل (٣) : بل ناصبه «عذاب» (٤). ورد بأنه مصدر موصوف (٥).
وأجيب بأن الظرف يتّسع فيه ما لا يتّسع في غيره.
وقرأ الأخوان : «يشهد» بالياء من تحت ، لأن التأنيث مجازي ، وقد وقع الفصل والباقون : بالتاء مراعاة للفظ (٦).
قوله : «يومئذ» : التنوين في «إذ» عوض من الجملة تقديره : يومئذ تشهد ، وقد تقدم خلاف الأخفش فيه (٧).
وقرأ زيد بن علي «يوفيهم» مخففا (٨) من «أوفى».
وقرأ العامة بنصب «الحقّ» نعتا ل «دينهم» (٩).
وأبو حيوة وأبو روق (١٠) ومجاهد ـ وهي قراءة ابن مسعود ـ برفعه نعتا لله تعالى (١١).
فصل
قوله (١٢)(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ).
قال المفسرون : هذا قبل أن يختم على أفواههم وأيديهم وأرجلهم.
يروى أنه يختم على الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا.
(يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) جزاءهم الواجب. وقيل : حسابهم العدل ،
__________________
(١) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ١٩٤.
(٢) انظر التبيان ٢ / ٩٦٨ ، البحر المحيط ٦ / ٤٤٠.
(٣) وقيل : سقط من الأصل.
(٤) قاله الحوفي. البرهان في علوم القرآن ٦ / ٢٢٣ ، البحر المحيط ٦ / ٤٤٠.
(٥) انظر التبيان ٢ / ٩٦٨ ، البحر المحيط ٦ / ٤٤٠.
(٦) السبعة (٤٥٤) ، الحجة لابن خالويه (٢٦٠ ـ ٢٦١) ، الكشف ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦ ، النشر ٢ / ٣٣١ ، الإتحاف (٣٢٤).
(٧) انظر شرح التصريح ١ / ٣٤ ـ ٣٥.
(٨) البحر المحيط ٦ / ٤٤١.
(٩) انظر تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٧٣ ، التبيان ٢ / ٩٦٨ ، البحر المحيط ٦ / ٤٤١.
(١٠) في النسختين : ورق. وهو تحريف.
(١١) ويجوز الفصل بالمفعول بين الموصوف وصفته ، وجاز وصفه تعالى ب «الحقّ» لما في ذلك من المبالغة ، حتى كأنه يجعله هو هو على المبالغة.
انظر المختصر (١٠١) ، المحتسب ٢ / ١٠٧ ، تفسير ابن عطية ١ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤ التبيان ٢ / ٩٦٨ ، البحر المحيط ٦ / ٤٤١.
(١٢) قوله : سقط من الأصل.