صحة القرآن الذي لم ينقل بالتواتر ، وفتح (١) هذين البابين (٢) يطرق الشك إلى كل القرآن وإنه (٣) باطل(٤).
وروي عن الحسن البصري أنه قال : «إن في الكلام تقديما وتأخيرا ، فالمعنى : حتى تسلموا على أهلها وتستأنسوا». وهذا أيضا خلاف الظاهر (٥).
وفي قراءة عبد الله : «حتى تسلموا وتستأذنوا» (٦) وهو أيضا خلاف الظاهر (٧).
واعلم أن هذا نظير ما تقدم في الرعد : (في) (٨)(أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا)(٩) وتقدم القول فيه (١٠). والاستئناس : الاستعلام (والاستكشاف ، من أنس الشيء : إذا أبصره ، كقوله : (إِنِّي آنَسْتُ ناراً)(١١) ، والمعنى : حتى تستعلموا الحال ، هل يراد دخولكم (١٢)؟) (١٣) قال :
٣٨٢٥ ـ كأنّ رحلي وقد زال النّهار بنا |
|
يوم الجليل على مستأنس وحد (١٤) |
وقيل : هو من «الإنس» بكسر الهمزة ، أي : يتعرّف هل فيها إنس (١٥) أم لا؟
وحكى الطبري أنه بمعنى : «وتؤنسوا أنفسكم» (١٦).
قال ابن عطية : وتصريف الفعل يأبى أن يكون من «أنس» (١٧).
__________________
(١) في ب : وصح. وهو تحريف.
(٢) في ب : الناس. وهو تحريف.
(٣) في ب : فإنه.
(٤) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ١٩٧.
(٥) الفخر الرازي ٢٣ / ١٩٧.
(٦) في المختصر (١٠١) ، الكشاف ٣ / ٧٠ : «حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا».
(٧) الفخر الرازي ٢٣ / ١٩٧.
(٨) في : زيادة يتطلبها السياق.
(٩) من قوله تعالى : «أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً»[الرعد : ٣١].
(١٠) ذكر هنا آراء العلماء كالزمخشري وابن عطية وغيرهما في معنى «ييأس» ثم قال : وقال بعضهم بل هو بمعنى علم وتبين ، وقال أبو القاسم بن معين وهو من نحاة الكوفيين هي لغة هوازن ، وقال الكلبي : هي لغة حي من النخع وذكر هناك شواهد لهذا المعنى.
انظر اللباب ٥ / ١٠٥ ـ ١٠٦.
(١١) [طه : ١٠].
(١٢) انظر اللسان (أنس).
(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٤) من بحر البسيط قاله النابغة الذبياني وهو في ديوانه (١٧) ، تفسير غريب القرآن (٣٠٣) ، الخصائص ٣ / ٣٦٢ ، أمالي ابن الشجري ٢ / ٢٧١ ، شرح المفصل ٦ / ١٦ ، اللسان (أنس) البحر المحيط ٦ / ٤٤٦ ، الخزانة ٣ / ١٨٧.
(١٥) في الأصل : أنس.
(١٦) انظر جامع البيان ١٨ / ٨٨ ، وعبارته : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن الاستئناس الاستفعال من الأنس.
(١٧) تفسير ابن عطية ١٠ / ٤٧٨.