اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٤ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

فصل

فأما المراهق فيلزم المرأة أن تستر منه ما بين سرتها وركبتها ، وفي لزوم ستر ما عداه وجهان :

الأول : لا يلزم ، لأن القلم غير جار عليه.

والثاني : يلزم كالرجل ، لأنه مشتهى ، والمرأة قد تشتهيه ، واسم الطفل شامل له إلى أن يحتلم (١) وأما الشيخ فإن بقيت له شهوة فهو كالشاب ، وإن لم تبق له شهوة ففيه وجهان :

أحدهما : أن الزينة الباطنة معه مباحة ، والعورة معه (٢) ما بين السرة والركبة.

والثاني : أن جميع البدن معه عورة إلا الزينة الظاهرة.

وههنا آخر الصور التي استثناها الله تعالى ، (والرضاع كالنسب) (٣)(٤).

قوله : (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ).

قال ابن عباس وقتادة : كانت المرأة تمر بالناس وتضرب برجليها ليسمع (٥) قعقعة خلخالها ، فنهين عن ذلك ؛ لأن الذي تغلب عليه شهوة النساء إذا سمع صوت الخلخال يصير ذلك داعية له زائدة إلى مشاهدتهن ، وعلل تعالى ذلك بقوله : (لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)(٦) وفي الآية فوائد :

الأولى : لما نهي عن استماع الصوت الدال على وجود الزينة ، فلأن يدل على المنع من إظهار الزينة أولى.

الثانية : أن المرأة منهية عن رفع صوتها بالكلام بحيث يسمع ذلك الأجانب ، إذ (٧) كان صوتها أقرب إلى الفتنة (من صوت خلخالها ، ولذلك كرهوا أذان النساء لأنه يحتاج فيه إلى رفع الصوت ، والمرأة منهية عنه.

الثالثة : تدل على تحريم النظر إلى وجهها بشهوة ، لأن ذلك أقرب إلى الفتنة) (٨)(٩).

قوله تعالى : (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ). قال ابن عباس : توبوا (١٠) مما كنتم تفعلونه في الجاهلية لعلكم تسعدون في الدنيا والآخرة (١١). وقيل : توبوا من

__________________

(١) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٠.

(٢) في النسختين : منه.

(٣) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٠.

(٤) ما بين القوسين في ب : كالرضاع. وهو تحريف.

(٥) ليسمع : سقط من ب.

(٦) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٠.

(٧) في ب : إذا.

(٨) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١١.

(٩) ما بين القوسين سقط من ب.

(١٠) في ب : عما.

(١١) انظر الكشاف ٣ / ٧٣ ، الفخر الرازي ٢٣ / ٢١١.