والسناء ـ بالمد ـ : الرفعة ، قال :
٣٨٤٣ ـ (وسنّ كسنّيق سناء وسنّما (١)) (٢)
وقرأ ابن وثاب : «سناء برقه» بالمد ، وبضم الباء (٣) من «برقه» وفتح الراء وروي عنه ضم الراء أيضا (٤). فأما قراءة المد فإنه شبه المحسوس (٥) من البرق لارتفاعه في الهواء بغير المحسوس من الإنسان (٦). فأما «برقه» فجمع «برقة» ، وهي المقدار من البرق ، ك «غرفة وغرف» ، و «لقمة ولقم» (٧). وأما ضم الراء (٨) فإتباع (٩) ، ك «ظلمات» بضم اللام إتباعا لضم الظاء (١٠) ، وإن كان أصلها السكون (١١). وقرأ العامة أيضا «يذهب» بفتح الياء والهاء.
وأبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء من «أذهب» (١٢).
وقد خطّأ هذه القراءة الأخفش وأبو حاتم ، قالا : «لأنّ الباء تعاقب (١٣) الهمزة» (١٤).
__________________
(١) صدر بيت من بحر الطويل ، قاله امرؤ القيس ، وعجزه : ذعرت بمدلاج الهجير نهوض. وهو في ديوانه (٧٦) ، البحر المحيط ٦ / ٤٤٤ ، المغني ١ / ١٣٧ ، شرح شواهده ١ / ٤٠٣ ، الهمع ٢ / ٢٧ ، الدرر ٢ / ٢٧ ، السن : الثور الوحشي : السّنيق : الصخرة الصلبة ، وقيل : هو جبل. السناء : الارتفاع. وهو موطن الشاهد هنا. السّنم : البقرة الوحشية ، وقيل : إنه اسم جبل ، مدلاج : أي فرس كثير السير.
الهجير : القائلة. نهوض : بفتح النون أي : كثير النهوض. واستشهد به النحاة على أن (وسنّما) بالنصب عطف على محل مجرور (ربّ) المحذوفة وهو قوله (سنّ) والتقدير : وربّ سنّ ، لأن (سنّ) في موضع نصب ب (ذعرت).
(٢) ما بين القوسين في ب : وسناكق فسنا وسنما.
(٣) في ب : وبضم الباء لارتفاعه.
(٤) لم أجد هذه القراءة معزوة إلى ابن وثاب ، ففي المختصر (١٠٢):(«يَكادُ سَنا بَرْقِهِ» بضمتين طلحة بن مصرف) ، وفي المحتسب (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف : «سناء برقه» ٢ / ١١٤ ، وفي تفسير ابن عطية : (وقرأ طلحة بن مصرف : «سناء» بالمد والهمز ، وقرأ طلحة أيضا «برقه» بضم الباء وفتح الراء) ١٠ / ٥٣٠ وفي البحر المحيط : (وقرأ طلحة بن مصرف «سناء» ممدودا «برقه» بضم الباء وفتح الراء ... وعنه بضم الباء والراء) ٦ / ٤٦٥.
(٥) في ب : المخبوس. وهو تحريف.
(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٦٥.
(٧) انظر تفسير ابن عطية ١٠ / ٥٣٠ ، البحر المحيط ٦ / ٤٦٥.
(٨) في ب : الواو. وهو تحريف.
(٩) في ب : اتباع.
(١٠) في ب : الطاء. وهو تصحيف.
(١١) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٦٥.
(١٢) المختصر (١٠٢) ، المحتسب ٢ / ١١٤ ، النشر ٢ / ٣٣٢ ، الإتحاف (٣٢٥).
(١٣) في ب : معاقب.
(١٤) كذا نقله المؤلف عن أبي حيان من البحر المحيط ٦ / ٤٦٥ ، ولم يتعرض الأخفش في كتابه معاني القرآن لهذه القراءة.