نهي وهذا إيجاب ، فهو إذن معطوف بالواو على مضمر قبله ، تقديره : «لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض بل هم مقهورون ومأواهم النار» (١).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٦٠)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) الآية.
قال ابن عباس : وجّه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ غلاما من الأنصار يقال له : «مدلج بن عمرو» إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه ، فدخل ، فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته ذلك ، فأنزل الله هذه الآية (٢). وقال مقاتل : نزلت في أسماء بنت (٣) مرثد (٤) ، كان لها غلام كبير ، فدخل عليها (٥) في وقت كرهته ، فأتت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالت : إنّ خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها ، فأنزل الله (يأيّها الّذين آمنوا ليستأذنكم) (٦) اللام للأمر (مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يعني : العبيد والإماء.
قال القاضي : هذا الخطاب وإن كان ظاهره للرجال ، فالمراد به الرجال والنساء ، لأنّ التذكير يغلب على التأنيث (٧). قال ابن الخطيب : والأولى (٨) عندي أنّ الحكم ثابت في النساء بقياس جليّ ، لأنّ النساء في باب (حفظ) (٩) العورة أشد حالا من الرجال ، فهو كتحريم الضرب بالقياس على حرمة التأفيف (١٠). وقال ابن عباس : هي (١١) في الرجال
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٧٠.
(٢) انظر أسباب النزول للواحدي ٢٤٥ ، الفخر الرازي ٢٤ / ٢٨ ـ ٢٩.
(٣) بنت : سقط من ب.
(٤) هي أسماء بنت مرثد من بني حارثة ذكرها أبو عمر ، وقال لا يصح حديثها انفرد به حرام بن عثمان وهو ضعيف من جميعهم ، الإصابة ١٢ / ١٢٠.
(٤) هي أسماء بنت مرثد من بني حارثة ذكرها أبو عمر ، وقال لا يصح حديثها انفرد به حرام بن عثمان وهو ضعيف من جميعهم ، الإصابة ١٢ / ١٢٠.
(٥) في ب : عمر. وهو تحرف.
(٦) انظر أسباب النزول للواحدي (٢٤٥) ، الفخر الرازي ٢٤ / ٢٩.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٨.
(٨) في الأصل : والأول. وهو تحريف.
(٩) حفظ : تكملة من الفخر الرازي.
(١٠) الفخر الرازي ٢٤ / ٢٨.
(١١) هي : سقط من ب.