مشددة مخفوضة (١) مكان (٢) «بينكم» الظرف في قراءة العامة ، وفيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه بدل من الرسول (٣).
الثاني : أنه عطف بيان له (٤) ، لأنّ النبيّ بإضافته إلى المخاطبين صار أشهر من الرسول.
الثالث : أنه نعت.
لا يقال : إنه لا يجوز لأن هذا كما قرّرتم أعرف ، والنعت لا يكون أعرف من المنعوت بل إمّا أقلّ أو مساو ، لأنّ الرّسول صار علما بالغلبة على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقد تساويا تعريفا (٥).
قوله : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ). «قد» تدل على التقليل مع المضارع إلّا في أفعال الله فتدل على التحقيق كهذه الآية. وقد ردّها بعضهم إلى التقليل ، لكن إلى متعلّق العلم ، يعني : أن الفاعلين لذلك قليل ، فالتقليل ليس في العلم بل في متعلّقه (٦).
قوله : لواذا فيه وجهان :
أحدهما : أنه منصوب على المصدر من معنى الفعل الأول ، إذ التقدير : يتسلّلون منكم تسلّلا ، أو يلاوذون لواذا (٧).
والثاني (٨) : أنه مصدر في موضع الحال ، أي : ملاوذين (٩).
واللّواذ : مصدر لاوذ ، وإنما صحّت (١٠) الواو وإن انكسر ما قبلها ولم تقلب ياء كما قلبت في «قيام» و «صيام» ، لأنه صحّت (١٠) في الفعل نحو «لاوذ» ، فلو أعلّت في الفعل أعلّت في المصدر نحو «القيام» و «الصّيام» لقلبها ألفا في «قام» و «صام». وأما مصدر : «لاذ بكذا(١١) يلوذ به» فمعتل نحو : «لاذ لياذا» مثل : «صام صياما ، وقام قياما» (١٢). واللّواذ والملاوذة : التّستّر ، يقال : لاوذ فلان بكذا : إذا استتر به (١٣). واللّوذ :
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٧٦ ، الإتحاف (٣٢٧).
(٢) مكان : سقط من ب.
(٣) حكاه أبو حيان عن صاحب اللوامح. انظر البحر المحيط ٦ / ٤٧٦.
(٤) هذا الوجه على رأي الرضيّ الذي لم ير فرقا بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان قال : (أقول : وأنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جلي بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان إلا البدل) شرح الكافية ١ / ٣٣٧.
(٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٧٧.
(٦) انظر الكشاف ٣ / ٨٧ ، المغني ١ / ٢٧٤.
(٧) انظر التبيان ٢ / ٩٧٩.
(٨) في ب : الثاني.
(٩) انظر الكشاف ٣ / ٨٧ ، التبيان ٢ / ٩٧٩ ، البحر المحيط ٦ / ٤٧٧.
(١٠) في ب : فتحت.
(١١) في ب : بكا.
(١٢) انظر البيان ٢ / ٢٠١ ، التبيان ٢ / ٩٧٩ ، البحر المحيط ٦ / ٤٧٧.
(١٣) في اللسان (لوذ) لاذ به يلوذ لوذا ولواذا ولواذا ولواذا ولياذا : لجأ إليه وعاذ به ، ولاوذت ملاوذة ولواذا ولياذا : استتر.