(فعول) بالفتح قليلة جدا (١) ، وينبغي أن يضم هذا إليها ، وهي مذكورة في البقرة عند قوله (وَقُودُهَا النَّاسُ)(٢).
فصل
قال ابن عباس : يضيق جهنم عليهم كما يضيق الزج (٣) على الرمح ، وهو منقول أيضا عن ابن عمر (٤). وسئل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن ذلك فقال : «إنّهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط» (٥).
قال الكلبي : الأسفلون يرفعهم اللهب والأعلون يخفضهم (٦) الداخلون فيزدحمون في تلك الأبواب(٧). قال الزمخشري : الكرب مع الضيق كما أن الفرج (٨) مع السعة ، ولذلك وصف الجنة بأن عرضها السموات والأرض (٩).
وقوله : «مقرّنين» (أي : مصفدين (١٠) قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال (١١). وقيل: مقرنين) (١٢) مع الشياطين في السلاسل ، كل كافر مع شيطان ، فعندما يشاهدون (١٣) هذا العذاب دعوا بالويل والثبور (١٤).
قال ابن عباس : يقولون : ويلا (١٥). وقال الضحاك : هلاكا (١٦). فيقولون : واثبوراه فهذا حينك وزمانك ، فيقال لهم : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) أي : هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة فادعوا أدعية كثيرة (١٧).
__________________
(١) قال سيبويه : (هذا باب ما جاء من المصادر على فعول ، وذلك قولك توضأت وضوءا حسنا ، وأولعت به ولوعا. وسمعنا من العرب من يقول: وقدت النار وقودا عاليا ، وقبله قبولا ، والوقود أكثر. والوقود الحطب ، وتقول : إن على فلان لقبولا ، فهذا مفتوح) الكتاب ٣ / ٤٢.
(٢) [البقرة : ٢٤]. وذكر هناك : «وقودها» بفتح الواو ، أي ما توقد به ، وأما بضمها فهو المصدر ، هذه التفرقة على المشهور في أن المفتوح اسم للآلة والمضموم مصدر ، وبعضهم قال : كل من الفتح والضم يجري في الآلة والمصدر ، فما توقد به النار يقال له : وقود بالفتح والضم وإيقادها كذلك ، وكذا يقال في الوضوء والسحور والطهور ونحو ذلك. انظر اللباب ١ / ٨٨.
(٣) الزج : الحديدة التي تركب في أسفل الرمح ، والجمع أزجاج وأزجة وزجاج وزججة. اللسان (زجج).
(٤) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٦٤.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم عن يحيى بن أسيد. الدر المنثور ٥ / ٦٤.
(٦) في النسختين : يحفظهم.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٥٦.
(٨) في الكشاف : الروح.
(٩) الكشاف ٣ / ٩٠.
(١٠) الصفد والصفاد : الشدّ. وصفده يصفده صفدا وصفودا وصفده : أوثقه وشده وقيده في الحديد وغيره.
اللسان (صفد).
(١١) انظر البغوي ٦ / ١٢٦.
(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٣) في النسختين : يشاهدوا.
(١٤) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٥٦.
(١٥) في ب : ويلاه. انظر البغوي ٦ / ١٦٢.
(١٦) المرجع السابق.
(١٧) المرجع السابق.