طالب (١) من الله أن يمنع المكروه ولا (٢) يلحقه (٣) ، وكان المعنى : أسأل الله أن يمنعه منعا ويحجره حجرا. والعامة على كسر الحاء ، والضحاك ، والحسن ، وأبو رجاء على ضمّها (٤) وهو لغة فيه.
قال الزمخشري : ومجيئه على فعل أو فعل في قراءة الحسن تصرّف فيه لاختصاصه بموضع واحد كما كان قعدك وعمرك كذلك وأنشد لبعض الرجاز (٥) :
٣٨٧١ ـ قالت(٦)وفيها حيدة وذعر |
|
عوذ بربّي (٧) منكم وحجر (٨) |
وهذا (٩) الذي أنشده الزمخشري يقتضي (١٠) تصرّف «حجرا». وقد تقدم نص سيبويه على أنه يلتزم النصب. وحكى أبو البقاء فيه لغة ثالثة وهي الفتح ، قال : وقد قرىء بها (١١). فعلى هذا كمل فيه ثلاثة لغات مقروء بهنّ.
و «محجورا» صفة مؤكدة للمعنى كقولهم : ذيل ذائل (١٢) ، والذيل (١٣) : الهوان ، وموت مائت ، والحجر : العقل ، لأنه (١٤) يمنع صاحبه (١٥).
فصل
قوله (١٦) : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) عند الموت. قاله ابن عباس ، وقال الباقون : يريد يوم (١٧) القيامة (١٨)(لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ) للكافرين. قالت المعتزلة : الآية تدلّ على القطع بوعيد الفساق وعدم العفو ، قوله : (لا بُشْرى ... لِلْمُجْرِمِينَ) نكرة في سياق النفي فتعمّ
__________________
(١) في ب : يطلب.
(٢) في الأصل : لا.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٢.
(٤) انظر المختصر (١٠٤) ، وتفسير ابن عطية ١١ / ٢٦ ، البحر المحيط ٦ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ الإتحاف (٣٢٨).
(٥) في ب : الزجالة.
(٦) في ب : قال.
(٧) في ب : بر. وهو تحريف.
(٨) انظر الكشاف ٣ / ٩٤. رجز قاله العجاج. وهو في ديوانه (٣١٧) ، الكشاف ٣ / ٩٤ ، اللسان (حجر ، عوذ) البحر المحيط ٦ / ٤٩٢ ، شرح شواهد الكشاف (٥٣) حيدة : المرّة من حاد عن الشيء يحيد حيدا وحيدانا ومحيدا وحيدودة : مال عنه وعدل. الذعر : الخوف والفزع. عوذ: مصدر ، أي : أعوذ بالله منك ، وهو خبر مبتدأ محذوف تقديره : أمري. الحجر : بالضم المنع ، وهو موطن الشاهد حيث جاء مصدرا مضموم الفاء.
(٩) في ب : وهو.
(١٠) في ب : فيقتضي.
(١١) التبيان ٢ / ٩٨٤.
(١٢) في ب : أذائل. وهو تحريف.
(١٣) في ب : والذائل. وهو تحريف. والذيل : الهوان من ذال الشيء يذيل : هان. اللسان (ذيل).
(١٤) في ب : لا.
(١٥) اللسان (حجر).
(١٦) قوله : سقط من الأصل.
(١٧) يوم : سقط من ب.
(١٨) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٧٠.