وقرأ ابن عباس «وليليا» بياءين فعل ما فعل الفياض ثم أتبع الواو الأولى للثانية (١) في القلب (٢) وقرأ طلحة «ولول» (٣) بالجر عطفا على المجرور قبله (٤) ، وقد تقدم (٥) ، والأصل ولولو (٦) بواوين ثم أعل إعلال أدل (٧). واللؤلؤ قيل : كبار الجوهر ، وقيل : صغاره (٨).
قوله : (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) أي أنهم يلبسون في الجنة ثياب الإبريسم والمعنى أنه تعالى يوصلهم في الآخرة إلى ما حرمه عليهم (٩) في الدنيا. قال عليهالسلام (١٠) «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ، فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه» (١١).
قوله : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ.) يجوز أن يكون (مِنَ الْقَوْلِ) حالا من (الطَّيِّبِ) ، وأن يكون حالا من الضمير المستكن فيه (١٢). و «من» للتبعيض أو للبيان.
قال ابن عباس (١٣) : الطيب من القول : شهادة أن لا إله إلا الله ، ويؤيد هذا قوله : (مَثَلاً (١٤) كَلِمَةً طَيِّبَةً)(١٥) وقوله : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)(١٦). وهو صراط الحميد ، لقوله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١٧) وقال ابن زيد : لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله. وقال السدي : هو القرآن. وقال ابن عباس في رواية عطاء : هو قول أهل الجنة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ)(١٨). (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) إلى
__________________
(١) في ب : الثانية.
(٢) المختصر (٩٥) ، البحر المحيط ٦ / ٣٦١.
(٣) في ب : ولو. وهو تحريف.
(٤) البحر المحيط ٦ / ٣٦١.
(٥) عند توجيه قراءة من قرأ من الجمهور بالخفض.
(٦) في ب : ولولوا. وهو تحريف.
(٧) أي : أن أصل (ولول) «لؤلؤ» فقلبت الهمزتان واوا ، لما تقدم عند توجيهه قراءة الفياض ، ثم قلبت الواو الثانية ياء لوقوعها متطرفة إثر ضمة ، ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء ، فاستثقل اجتماع التنوين مع الياء فحذفت الياء ، فصار (ولول) ، كما في أدل جمه دلو.
(٨) انظر تفسير ابن عطية ١٠ / ٢٥٢.
(٩) عليهم : سقط من ب.
(١٠) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١١) أخرجه البخاري (لباس) ٤ / ٣١ ، مسلم (لباس) ٣ / ١٦٤١ ـ ١٦٤٢ ، ١٦٤٥ ، الترمذي (أدب) ٥ / ١٢٢ ، ابن ماجه (لباس) ٢ / ١١٨٧ ، أحمد ١ / ٢٠ ، ٢٦ ، ٣٧ ، ٣٩ ، ٢ / ١٦٦ ، ٣ / ٢٣ ، ١٠١ ، ٢٨١ ، ٤ / ٥ ، ١٥٦.
(١٢) انظر التبيان ٢ / ٩٣٨.
(١٣) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٥٦٨.
(١٤) في النسختين : مثل. وهو تحريف.
(١٥) من قوله تعالى : «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ»[إبراهيم : ٢٤].
(١٦) من قوله تعالى : «مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ»[فاطر : ١٠].
(١٧) [الشورى : ٥٢].
(١٨) [الزمر : ٧٤].