والمرضع (١) يقال للمستأجرة غير الأم ، وهذا مردود بقول الشاعر :
٣٧٤٤ ـ كمرضعة أولاد أخرى وضيّعت |
|
بني بطنها هذا الضّلال عن القصد (٢) |
فأطلق المرضعة بالتاء على غير الأم. وقول العرب مرضعة يرد أيضا قول الكوفيين : إن الصفات المختصة بالمؤنث لا يلحقها تاء التأنيث نحو : حائض وطالق (٣). فالذي (٤) يقال : إن قصد النسب فالأمر على ما ذكروا (٥) ، وإن قصد الدلالة على التلبس بالفعل وجبت التاء ، فيقال (٦) : حائضة وطالقة وطامثة (٧).
قوله : (عَمَّا أَرْضَعَتْ) يجوز في «ما» أن تكون مصدرية ، أي : عن إرضاعها ، ولا حاجة إلى تقدير حذف على هذا (٨). ويجوز أن تكون بمعنى (الذي) ، فلا بد من حذف عائد ، أي : أرضعته ، ويقويه تعدي «تضع» إلى مفعول (٩) دون مصدر (١٠). والحمل ـ بالفتح ـ ما كان في بطن أو على رأس شجر ، وبالكسر ما كان (١١) على ظهر (١٢).
قوله : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى). العامة على فتح التاء من «ترى» على خطاب الواحد(١٣).
وقرأ زيد بن عليّ بضم التاء وكسر الراء على أن الفاعل ضمير الزلزلة ، أو الساعة (١٤) وعلى هذه القراءة فلا بد من مفعول أول محذوف ليتمّ المعنى (١٥) به ، أي (١٦) : وتري (١٧) الزلزلة أو الساعة الخلق الناس سكارى. ويؤيد هذا قراءة أبي هريرة
__________________
(١) في ب : والمرضعة. وهو تحريف.
(٢) البيت من بحر الطويل قاله ابن جذل الطعان ، وروي الشطر الثاني : بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا.
والشاهد أن الشاعر أطلق المرضعة ـ بالتاء ـ على غير الأم ، ولذلك يرد بهذا البيت على بعض الكوفيين الذين يخصون المرضعة بالأم والمرضع بالمستأجرة وقد تقدم.
(٣) لأنهم لم يحتاجوا في هذه الصفات الخاصة بالمؤنث إلى هاء تفصل بين فعل المذكر والمؤنث ، لأن المذكر لا حظ له في هذا الوصف. وهو قول الفراء ، انظر المذكر والمؤنث لابن الأنباري ١ / ١٧٣ ، والبحر المحيط ٦ / ٣٥٠.
(٤) في ب : والذي.
(٥) في ب : ما ذكر.
(٦) في ب : يقال.
(٧) وهو قول الأخفش وغيره من البصريين. المذكر والمؤنث لابن الأنباري ١ / ١٨٩.
(٨) انظر التبيان ٢ / ٩٣١ ، البحر المحيط ٦ / ٣٥٠.
(٩) وهو قوله : «حَمْلَها».
(١٠) انظر التبيان ٢ / ٩٣١ ، البحر المحيط ٦ / ٣٥٠. واستظهره أبو حيان.
(١١) ما كان : سقط من ب.
(١٢) انظر اللسان (حمل).
(١٣) انظر التبيان ٢ / ٣٩١ ، البحر المحيط ٦ / ٣٥٠.
(١٤) المرجعان السابقان.
(١٥) في ب : به المعنى.
(١٦) في ب : أو. وهو تحريف.
(١٧) في ب : ترى.