المصدر (١) ، وقد شذت ألفاظ ضبطها النحاة في كتبهم (٢) مذكورة في هذا الكتاب (٣).
فصل
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ)(٤) (أي : جماعة مؤمنة سلفت قبلكم من عهد إبراهيم عليهالسلام (جَعَلْنا مَنْسَكاً)) (٥) أي ضربا من القربان ، وجعل العلة في ذلك أن يذكر اسمه عند ذبحها ونحرها فقال : (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) أي : عند الذبح والنحر لأنها لا تتكلم (٦). وقال : (بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) قيد (٧) بالنعم ، لأن من البهائم ما ليس من الأنعام كالخيل والبغال والحمير لا يجوز ذبحها في القرابين (٨) ، وكانت العرب تسمي ما تذبحه للصّنم العتر والعتيرة (٩) كالذبح والذبيحة.
قوله : (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) في كيفية النظم (١٠) وجهان :
الأول : أن الإله واحد ، وإنما اختلفت التكاليف باختلاف الأزمنة والأشخاص لاختلاف المصالح.
والثاني : (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) لا تذكروا على ذبائحكم غير اسمه. (فَلَهُ أَسْلِمُوا) انقادوا(١١) وأطيعوا ، فمن انقاد لله كان مخبتا فلذلك قال بعده (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)(١٢).
قال ابن عباس وقتادة : المخبت المتواضع الخاشع (١٣) وقال مجاهد : المطمئن إلى الله. والخبت المكان المطمئن من الأرض (١٤). قال أبو مسلم : حقيقة المخبت من صار في خبت من الأرض تقول : أخبت الرجل إذا صار في الخبت كما يقال : أنجد وأتهم وأشأم (١٤).
__________________
ـ سجد يسجد ، ولا يسوغ فيه القياس ويشبه أن الكسائي سمعه من العرب) ١٠ / ٢٧٨.
(١) انظر شرح الشافية ١ / ١٦٨ ، ١٨١.
(٢) وهذه الألفاظ هي : المنسك ، والمجزر ، والمنبت ، والمطلع ، والمشرق ، والمغرب ، والمفرق ، والمسقط ، والمسكن ، والمسجد ، والمنخر ، والقياس في هذه الألفاظ فتح العين لأن مضارع أفعالها يفعل بضم العين. انظر شرح الشافية ١ / ١٨١.
(٣) الدر المصون : ٥ / ٧٤.
(٤) في ب : ولكلّ أمّة جعلنا منسكا.
(٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(٦) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٣٥.
(٧) في ب : قد. وهو تحريف.
(٨) انظر البغوي ٥ / ٥٨٤.
(٩) العتر : العتيرة ، وهي شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم ، مثل ذبح وذبيحة والعتيرة : أول ما ينتج ، كانوا يذبحونها لآلهتهم. اللسان (عتر).
(١٠) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٣ / ٣٥.
(١١) في ب : وانقادوا.
(١٢) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٣ / ٣٥.
(١٣) البغوي ٥ / ٥٨٥.
(١٤) الفخر الرازي ٢٣ / ٣٥.