ياء (١) ، وتقدم تحقيقه في «عتيّا» في مريم (٢) ، وروي عن الأعمش وابن وثاب ضم العين كما في «عتيّا» (٣).
وقرىء : «وغلوا» بالغين المعجمة (٤) ، وهو قريب من هذا المعنى ، وأي ظلم أفحش من ظلم من استيقن أنها آيات بينة من عند الله ثم كابر بتسميتها سحرا بينا (٥)؟
والعلو : الترفع عن (٦) الإيمان ، والشرك وعدم الإيمان بما جاء به موسى (٧) ، كقوله : (فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ) [المؤمنون : ٤٦].
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ). قوله : (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) «كيف» خبر مقدم ، و «عاقبة» اسمها (٨) ، والجملة في محل نصب على إسقاط الخافض لأنها معلقة ل «انظر» بمعنى تفكّر.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ)(١٩)
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً) الآية .. والمراد بالعلم أي : علم القضاء ومنطق الطير والدواب وتسبيح الجبال ، والمعنى : طائفة من العلم ، أو علما سنيا عزيزا (٩).
قوله : (وَقالا) ، قال الزمخشري : فإن قلت : أليس هذا موضع الفاء دون الواو ، كقولك : أعطيته فشكر ، ومنعته فصبر؟ قلت : بلى ، ولكن عطفه بالواو إشعار (١٠) بأنّ ما قالاه بعض ما أحدث فيهما إيتاء العلم وشيء من مواجبه ، فأضمر ذلك ثم عطف عليه التحميد ، كأنه (١١) قال : ولقد آتيناهما علما (١٢) فعملا به وعلماه وعرفاه حقّ معرفته ، وقالا الحمد لله (١٣) ، انتهى.
__________________
(١) المختصر (١٠٨) ، البحر المحيط ٧ / ٥٨.
(٢) من الآية (٨) ومن الآية (٦٩).
(٣) المختصر (١٠٨) ، البحر المحيط ٧ / ٥٨.
(٤) انظر التبيان ٢ / ١٠٠٦.
(٥) انظر الكشاف ٣ / ١٣٥ ، الفخر الرازي ٢٤ / ١٨٤.
(٦) في ب : على.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ١٨٤.
(٨) انظر التبيان ٢ / ١٠٠٦.
(٩) انظر الكشاف ٣ / ١٣٥ ، الفخر الرازي ٢٤ / ١٨٥.
(١٠) في ب : وإشعار. وهو تحريف.
(١١) في ب : كأنهما.
(١٢) في ب : علما به. وهو تحريف.
(١٣) الكشاف ٣ / ١٣٥.