العزيز وعمر بن عبد الواحد (١) بكسر النون على التقاء الساكنين ، وكأنه حذف همزة القطع على غير قياس فالتقى ساكنان ، فكسر (٢) أولهما (٣).
فصل
قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٩)
قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) وحي إلهام لا وحي نبوة ، قال قتادة : قذفنا في قلبها ، واسمها يوخابز (٤) ، وقيل أيادخا ، وقيل أيارخت قاله ابن كثير ، بنت لاوي بن يعقوب ، (أَنْ أَرْضِعِيهِ) قيل (٥) : أرضعته ثمانية أشهر ، وقيل أربعة أشهر ، وقيل ثلاثة أشهر ، كانت ترضعه في حجرها وهو لا يبكي ولا يتحرك. (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) يعني من الذبح ، (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) ، واليم البحر وأراد هنا النيل ، (وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي) قيل : ولا تخافي عليه من الغرق وقيل : من الضيعة ، (وَلا تَحْزَنِي) على فراقه ، ف (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)(٦) لتكوني أنت المرضعة (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) إلى أهل مصر والشام. قال المفسرون : إنها لما خافت عليه من الذبح ، وضعته في تابوت ، وألقته في النيل ليلا (٧) ، قال (٨) ابن كثير : وقيل إنها ربطت التابوت في حبل (٩) وكانت دارها (١٠) على حافة النيل ، فكانت (١١) ترضعه ، فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت ، وأرسلته في البحر ، وأمسكت طرف الحبل عندها ، فإذا ذهبوا استرجعته إليها ، وكان (١٢) لفرعون قوابل معهم رجال يطوفون على الحوامل ، فمن وضعت ذكرا ذبحوه ، فأرسلت أم موسى التابوت يوما. وذهلت عن ربطه فذهب مع النيل (١٣). قال ابن عباس وغيره : وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها ، وكانت من أكرم الناس عليه ، وكان بها برص شديد ، فقال له
__________________
(١) هو عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص الدمشقي ، عرض على يحيى بن الحارث الذماري ، وروى عنه اختياره الذي خالف فيه عبد الله بن عامر ، وروى عنه هشام بن عمار ، مات سنة ٢٠٠ ه. طبقات الق راء ١ / ٥٩٤.
(٢) في ب : فكسروا.
(٣) انظر المحتسب ٢ / ١٤٧ ، البحر المحيط ٧ / ١٠٥.
(٤) انظر البغوي ٦ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٥) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٦ / ٣١٩.
(٦) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٦ / ٣١٩.
(٧) انظر البغوي ٦ / ٣٢٠.
(٨) في الأصل : قاله.
(٩) في ب : وأرسلته في حبل.
(١٠) في ب : وكان ذراعا. وهو تحريف.
(١١) في ب : وكانت.
(١٢) في ب : فكان.
(١٣) انظر تفسير ابن كثير ٣ / ٣٨٠.