وقرىء بياء دون همز ، فاحتمل أن يكون كالأول ، ولكن خفّف ، وأن يكون من خطا يخطو أي : تجاوز الصّواب (١).
قوله : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) فيه وجهان :
أظهرهما : أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو قرّة عين.
الثاني ـ وهو بعيد جدا ـ أن يكون مبتدأ والخبر (لا تَقْتُلُوهُ)(٢). وكان هذا (٣) القائل حقه أن لا (٤) يذكّر ، فيقول : «لا تقتلوها» ، إلا أنه لما كان المراد مذكرا ساغ ذلك ، والعامة من القراء والمفسرين وأهل العلم يقفون على «ولك» (٥). ونقل ابن الأنباري بسنده إلى ابن عباس عنه أنه وقف على «لا» أي : هو (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي) فقط ، (وَلَكَ لا) ، أي : ليس هو لك قرة عين ، ثم يبتدىء بقوله «تقتلوه» ، وهذا لا ينبغي أن يصحّ عنه ، وكيف يبقى «تقتلوه» من غير نون رفع ، ولا مقتضى لحذفها؟ ولذلك (٦) قال الفراء : هو لحن (٧).
قوله : (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً). كانت لا تلد ، فاستوهبت موسى من فرعون ، فوهبه لها (٨) ، وقال (٩) فرعون : أمّا أنا فلا حاجة لي به (١٠) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو قال يومئذ قرة عين لي كما هو لك ، لهداه الله كما هداها» (١١) وقال (١٢) لآسية سميه ، قالت (١٣) : سميته موسى لأنا وجدناه في الماء والشجر ، (فمو هو الماء ، و (شا) هو البحر ، فذلك قوله : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ). والالتقاط : هو وجود الشيء) (١٤)(١٥).
قوله : (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) جملة حالية (١٦) ، وهل هي من كلام الباري تعالى (١٧)
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٧ / ١٠٥.
(٢) فيكون قد عرف أنه قرة عين. انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ١٣٣ ، الكشاف ٣ / ١٥٨ ، البحر المحيط ٧ / ١٠٦ ، وذكر الوجهين ابن الأنباري ، انظر البيان ٢ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠.
(٣) في ب : هو.
(٤) لا : تكملة ليست في المخطوط.
(٥) في ب : ذلك.
(٦) في ب : وكذلك. وهو تحريف.
(٧) قال الفراء : (وفي قراءة عبد الله «لا تقتلوه قرة عين لي ولك» وإنما ذكرت هذا لأني سمعت الذي يقال له ابن مروان السدي يذكر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال : إنها قالت : «قرة عين لي ولك لا» وهو لحن ، ويقويك على رده قراءة عبد الله) معاني القرآن ٢ / ٣٠٢ ، وانظر المختصر (١١١ ـ ١١٢) وابن الأنباري في كتابه إيضاح الوقف والابتداء (٨٢٢) نقل عبارة الفراء معزوة إليه ولم يزد عليها شيئا.
(٨) انظر القرطبي ١٣ / ٢٥٤.
(٩) في ب : قال. وهو تحريف.
(١٠) في ب : فيه.
(١١) انظر الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١٢٦).
(١٢) في ب : فقال.
(١٣) في ب : قال. وهو تحريف.
(١٤) انظر البغوي ٦ / ٣٢١.
(١٥) ما بين القوسين في ب : من غير طلب.
(١٦) وصاحب الحال : «آل فرعون» وتقدير الكلام : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأة فرعون كذا وهم لا يشعرون أنهم على خطأ عظيم في التقاطه ورجاء النفع منه وتبنّيه. الكشاف ٣ / ١٥٨.
(١٧) أي : لا يشعرون أن هلاكهم بسببه وعلى يده. وهذا قول مجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل. وقال ابن ـ