٣٩٨٧ ـ يا با المغيرة ربّ أمر معضل |
|
فرّجته بالنّكر عنّي والدّها (١) |
وويلمّه أي : ويل لأمّه. قال :
٣٩٨٨ ـ ويلمّها حاله (٢) لو أنّها صدقت (٣)
و «تمشي» حال ، و «استحياء» حال أخرى ، إما من «جاءت» وإما من «تمشي»(٤).
فصل
قال عمر بن الخطاب : ليست بسلفع (٥) من النساء خرّاجة ولّاجة ، ولكن جاءت مستترة وضعت كم درعها على وجهها استحياء (٦). (قالَتْ (٧) إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا) صرحت (٨) بهذا لئلا يوهم كلامها ريبة ، وهذا من تمام حيائها وصيانتها ، وقيل : ماشية على بعد ، مائلة عن الرجال (٩). وقال عبد العزيز بن أبي حازم (١٠) : على إجلال له (١١) ، ومنهم من يقف على قوله «تمشي» ، ثم يبتدىء (عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ)(١٢) أي: إنها على استحياء قالت هذا القول ، لأن الكريم إذا دعا (١٣) غيره إلى الضيافة يستحي لا سيما المرأة(١٤). قال ابن إسحاق : اسم الكبرى صفورا والصغرى لبنا ، وقيل ليا (١٥) ، وقال غيره : صفورا وصفيرا(١٦). وقال الضحاك : صافورا (١٧) ، قال
__________________
(١) البيت من بحر الكامل ، ونسبه في التصريف الملوكي (٣٨) إلى أبي الأسود الدؤلي ، وليس في ديوانه.
والشاهد فيه حذف الهمزة في قوله (يا با) ، وهذا الحذف للتخفيف وليس بقياس. وفيه أيضا قصر (الدها) والأصل فيه المد.
(٢) في ب : حال.
(٣) لم أعثر على تتمة لهذا البيت ، ولا قائله ، والشاهد فيه قوله (ويلمها) الأصل : ويل لأمها فحذفت الهمزة من الأم تخفيفا ، ثم تبعتها لام الجر المعدية للمصدر حتى لا تلتقي مع اللام قبلها.
(٤) انظر البيان ٢ / ٢٣١.
(٥) السلفع من النساء : الجريئة على الرجال.
(٦) انظر البغوي ٦ / ٣٣١ ، الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.
(٧) في ب : وقالت.
(٨) في ب : خرجت.
(٩) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.
(١٠) هو عبد العزيز بن أبي حازم ، يكنى أبا تمام. مات بالمدينة فجأة سنة ١٨٤ ه. المعارف لابن قتيبة ٤٧٩.
(١١) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.
(١٢) لعله جعل قوله «عَلَى اسْتِحْياءٍ» حالا مقدمة من «قالت» ، أي : قالت مستحيية ، لأنها كانت تريد أن تدعوه إلى ضيافتها ، وما تدري أيجيبها أم لا ، وهو وقف جيد ، والأجود وصله. انظر منار الهدى في الوقف والابتدا (٢٩٠).
(١٣) في الأصل : دعاه.
(١٤) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.
(١٥) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ٢٤٠.
(١٦) المرجع السابق.
(١٧) المرجع السابق.