٣٩٩٨ ـ العليّ الأجلل (١)
وخلوص الكلام من ضعف التأليف كقوله :
٣٩٩٩ ـ جزى ربّه عنّي عديّ بن حاتم (٢)
ومن تنافر الكلمات (٣) كقوله :
٤٠٠٠ ـ وقبر حرب بمكان قفر |
|
وليس قرب قبر حرب قبر (٤) |
ومن التعقيد وهو إما إخلال نظم الكلام فلا يدرى كيف يتوصل إلى معناه ، كقوله :
٤٠٠١ ـ وما مثله في النّاس إلّا مملّكا |
|
أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه (٥) |
وإما عدم انتقال الذهن من المعنى الأول إلى المعنى الثاني الذي هو لازمه والمراد به ظاهرا كقوله :
٤٠٠٢ ـ سأطلب بعد الدّار عنكم لتقربوا |
|
وتسكب عيناي الدّموع لتجمدا (٦) |
__________________
(١) جزء رجز قاله أبو النجم ، وتمامه : الحمد لله العليّ الأجلل. وهو في الخصائص ٣ / ٨٧ ، ٩٣ ، المنصف ١ / ٣٣٩ ، اللسان (جلل) الإيضاح للقزويني (٦) المقاصد النحوية ٤ / ٥٩٥ ، شرح التصريح ٢ / ٤٠٣ ، الهمع ٢ / ١٥٧ ، الأشموني ٤ / ٣٤٩ ، معاهد التنصيص ١ / ٧. والشاهد فيه قوله : (الأجلل) بدون إدغام ، فهو مخالف للقياس ، فإن القياس (الأجل) بالإدغام.
(٢) صدر بيت من بحر الكامل ، ينسب لأبي الأسود ، أو النابغة ، أو عبد الله بن همارق ، وعجزه :
جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
وهو في الخصائص ١ / ٢٩٤ ، أمالي ابن الشجري ١ / ١٠٢ ، ابن يعيش ١ / ٧٦ ، المقاصد النحوية ٢ / ٤٨٧ ، الإيضاح للقزويني (٧) ، التصريح ١ / ٢٨٣ ، الهمع ١ / ٦٦ ، الأشموني ٢ / ٥٩ ، الخزانة ١ / ٢٧٧ ، الدرر ١ / ٤٤. والشاهد فيه عود الضمير في «ربّه» على متأخر لفظا ورتبة وهو (عديّ) والأخفش وابن جني أجازاه خلافا للجمهور ، وفي البيت تخريج آخر : وهو أن الضمير يعود على المصدر المفهوم ، أي : الجزاء.
(٣) التنافر منه ما تكون الكلمات بسببه متناهية في الثقل على اللسان وعسر النطق بها متتابعة كما في البيت الذي أنشده المؤلف ، ومنه ما دون ذلك كما في قول أبي تمام :
كريم متى أمدحه أمدحه والورى |
|
معي وإذا ما لمته لمته وحدي |
انظر الإيضاح (٧ ـ ٨).
(٤) البيت من بحر الرجز ، لم أهتد إلى قائله. وهو في الإيضاح (٥) ، معاهد التنصيص ١ / ٣٤ والشاهد فيه عدم فصاحة الكلام لثقلها على اللسان وعسر النطق بها متتابعة.
(٥) البيت من بحر الطويل ، قال الفرزدق ، وهو في الخصائص ١ / ١٤٦ ، ٣٢٩ ، ٢ / ٣٩٣ ، الإيضاح (٨) معاهد التنصيص ١ / ١٦.
والشاهد فيه التعقيد في النظم ، وهو عدم فهم المراد من الكلام على الوضوح ، وذلك لخلل في نظم الكلام ، فكان حقه أن يقول : وما مثله في الناس حي يقاربه إلّا مملكا أبو أمه أبوه ، ففصل بين (أبو أمه) وهو مبتدأ ، و (أبوه) وهو خبره ب (حيّ) وهو أجنبي ، وكذلك فصل بين (حيّ) و (يقاربه) وهو نعت (حيّ) ب (أبوه) وهو أجنبي ، وقدم المستثنى على المستثنى منه ، فهو كما تراه في غاية التعقيد.
(٦) البيت من بحر الطويل قاله العباس بن الأحنف ، وليس في ديوانه ، وهو في الإيضاح (٩) ، معاهد ـ