٣٩٠٢ ـ وإن مالك كانت كرام المعادن (١)
وفي الحديث : «إن كان رسول (الله ـ صلىاللهعليهوسلم) (٢) ـ يحبّ العسل» أي : ليحبّه (٣).
والمعنى على الأول (٤) : لأن كنا أول المؤمنين ، من الجماعة الذين حضروا ذلك الموقف ، أو يكون المراد : من السحرة خاصة ، أو من رعية فرعون ، أو من أهل زمانهم (٥).
قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٥٣) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (٥٦) فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠) فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)(٦٢)
قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي). قرىء : «أسر» بقطع الهمزة ووصلها(٦).
لما ظهر من أمر موسى ـ عليهالسلام (٧) ـ ما شاهدوه أمره الله أن يخرج ببني إسرائيل ، لما كان في المعلوم من تدبير الله وتخليصه من القوم وتمليكه بلادهم وأموالهم ، ولم يأمن (٨). وقد جرت تلك الغلبة الظاهرة أن يقع من فرعون ببني إسرائيل ما يؤدي إلى الاستئصال ، فلذلك (٩) أمره الله تعالى أن يسري ببني إسرائيل ، وهم الذين آمنوا ، وكانوا
__________________
(١) عجز بيت من بحر الطويل قاله الطّرماح بن حكيم ، وصدره :
أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك
وهو في ديوانه (٥١٢) ، البحر المحيط ٧ / ١٦ ، شرح التصريح ١ / ٢٣١ ، الهمع ١ / ١٤١ ، الأشموني ١ / ٢٨٩ ، الدرر ١ / ١٨١. أباة : جمع آب كقضاة جمع قاض من أبي إذ امتنع ، الضيم : الظلم ، مالك : اسم أبي القبيلة ، ومالك الثاني هو القبيلة ، ولذلك قال : كانت. بتأنيث الفعل ، وصرفها مراعاة للحيّ. والشاهد فيه حذف اللام الفارقة من خبر (إن) المخففة من الثقيلة لدلالة المقام عليها إذ إن المقام للمدح وتوهم النفي هنا ممتنع.
(٢) ما بين القوسين سقط من ب.
(٣) يعني بالحديث الخبر لا حديث رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقد روي عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : «كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يحب الحلواء والعسل». أخرجه البخاري (طلاق) ٣ / ٢٧١ ، (أطعمة) ٣ / ٢٩٨ ، (أشربة) ٣ / ٣٢٥. الترمذي (أطعمة) ٣ / ١٧٨ ، أبو داود (أشربة) ٤ / ١٠٧ ، ابن ماجة (أطعمة) ٢ / ١١٠٢ ، أحمد ٦ / ٥٠٩.
(٤) أي على قراءة العامة.
(٥) انظر الفخر الرازي ٢٤ / ١٣٦.
(٦) قرأ ابن كثير ونافع : «أن اسر» بكسر النون والراء من سريت ، وقرأ الباقون «أن أسر» من أسريت. وهما لغتان. السبعة (٤٧١) ، الكشف ١ / ٥٣٥ ، الإتحاف (٣٣٢).
(٧) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٨) في ب : ولم يأمره.
(٩) في ب : فكذلك. وهو تحريف.