بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦) وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً)(٨)
قوله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) أي من بعضهم ببعض في نفوذ حكمه ووجوب طاعته عليهم وقال ابن عباس (وقتادة) (١) وعطاء يعني إذا دعاهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أولى بهم من طاعة أنفسهم. وقال ابن زيد : النبي (٢) أولى بالمؤمنين من أنفسهم فيما قضى بينهم كما كنت (٣) أولى بعبدك فيما قضيت عليه ، وقيل : أولى بهم في الحمل على الجهاد وبذل النفس (٤) دونه ، وقيل : كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يخرج إلى الجهاد فيقول قوم : نذهب فنستأذن(٥) من آبائنا وأمهاتنا. فنزلت (٦) (الآية (٧)) ، وروى أبو هريرة أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «ما من مؤمن إلا أنا أولى به في الدّنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) فأيّما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دنيا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه» (٨). قوله: (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) أي مثل أمهاتهم وهو أب لهم وهن أمهات المؤمنين في تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأبيد لا في النظر إليهن ، والخلوة بهن فإنه حرام في حقهن كما في حق الأجانب قال الله تعالى : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [الأحزاب : ٣٣] ولا يقال لبناتهن هن أخوات للمؤمنين ولا لإخوانهن (٩) وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالاتهم (١٠) وقال الشافعي : تزوج الزبير أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وهي أخت أم المؤمنين ، واختلفوا في أنهن هل كن أمهات النساء المؤمنات. قيل : كن أمهات المؤمنين (١١) جميعا وقيل : كن أمهات المؤمنين دون النساء(١٢).
روى الشعبيّ عن مسروق (١٣) أن امرأة قالت لعائشة يا أمه (١٤) فقالت : لست لك بأم
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من «أ» وانظر زاد المسير ٦ / ٣٥٢.
(٢) ذكره الشوكاني في فتح القدير ٤ / ٢٦١.
(٣) في «ب» كما أنت.
(٤) المرجع السابق.
(٥) في «ب» نستأذن بدون فاء.
(٦) المرجع السابق.
(٧) ساقط من «ب».
(٨) الحديث أورده الإمام البخاري ٣ / ١٧٤.
(٩) في «ب» ولا لإخوتهن.
(١٠) في «ب» وخالاتهن.
(١١) في «ب» والمؤمنات جميعا.
(١٢) وانظر : القرطبي ١٤ / ١٢٣.
(١٣) هو مسروق بن الأجدع الهمذانيّ أبو عائشة الكوفي الإمام القدوة عن أبي بكر وعمر ، وعلي ومعاذ وعنه زوجته ، والشعبي وغيرهما مات ٦٣ ه انظر : الخلاصة ٣٧٤.
(١٤) في «ب» يا أماه ـ بألف ـ.