نحو : «زلزال ، وقلقال وصلصال (١) ، وقد يراد بالمفتوح اسم الفاعل نحو : صلصال بمعنى مصلصل وزلزال بمعنى «مزلزل» (٢).
فصل
قال المفسرون : معنى ابتلي المؤمنون اختبر المؤمنون بالحصر والقتال ليبين المخلص من المنافق ، والابتلاء من الله ليس لإبانة الأمر له بل لحكمة أخرى وهي أن الله تعالى عالم بما هم عليه لكنه أراد إظهار الأمر لغيره من الملائكة والأنبياء كما أن السيد إذا علم من عبده المخالفة عزم على معاقبته على مخالفته ، وعنده غيره من العبيد أو غيرهم فيأمره بأمر عالما بأنه مخالف لكي يتبين الأمر عند الغير فيقع المعاقبة على أحسن الوجوه حيث لا يقع لأحد أنه يظلم ، وقوله : (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً) أي أزعجوا وحركوا حركة شديدة فمن ثبت منهم كان من الذين إذا ذكر الله (٣) وجلت قلوبهم.
ثم قال : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) معتب بن قشير ، وقيل : عبد الله بن أبي وأصحابه(٤)(وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك وضعف اعتقاد (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) وهذا تفسير الظنون وبيان لها ، فظن المنافقون أن ما قال الله ورسوله كان زورا ووعدهما كان غرورا حيث ظنوا بأن الغلبة واقعة لهم يعدنا محمد فتح قصور الشام وفارس وأحدنا لا يستطيع أن يجاوز رحله هذا والله الغرور (٥).
قوله : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) أي من المنافقين «وهم أوس بن قيظي وأصحابه» (٦) «يا أهل يثرب» يعني المدينة ، قال أبو عبيد (ة (٧)) : يثرب : اسم أرض ومدينة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم (٨) ـ في ناحية منها ، وفي بعض الأخبار : أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نهى أن تسمى المدينة يثرب (٩) ، وقال : هي طابة كأنه كره هذه اللفظة ، وقال أهل اللغة (١٠) : يثرب اسم المدينة ، وقيل : اسم البقعة التي فيها المدينة ، وامتناع صرفها إما للعلمية والوزن (١١) أو للعلمية والتأنيث ، وأما
__________________
(١) والقصد من ذلك التخفيف كما قرره الرضيّ في شرح الشافية ١ / ١٧٨ ٧ / ١١٧ قال : «وإنما جاز ذلك في المضاعف كالقلقال والزّلزال والخلخال قصدا للتخفيف ، لثقل التضعيف». وانظر : الدر المصون ٤ / ٣٦٩.
(٢) المرجع الأخير السابق.
(٣) كذا قرره الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير ٢٥ / ١٩٨ ، ١٩٩.
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤ / ١٤٧ ، وابن الجوزي في تفسيره ٦ / ٣٥٩.
(٥) المرجعان السابقان.
(٦) المرجعان السابقان.
(٧) زيادة وتصحيح عن النسختين فهو أبو عبيدة : صاحب مجاز القرآن معمر بن المثنّى وقد عرفت به.
(٨) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٣٤ والقرطبي ١٤ / ١٤٨.
(٩) ذكره اللسان : «ث ر ب» ٤٧٥ قال : وروي أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نهى أن يقال للمدينة يثرب ، وسماها طيبة كأنه كره الثرب لأنه فساد في كلام العرب.
(١٠) المرجع السابق.
(١١) الدر المصون ٤ / ٣٦٩.