بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (٣١) يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(٣٦)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الآية وجه التعلق (هو) (١) أن مكارم الأخلاق (٢) منحصرة في شيئين التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله وإلى هذا أشار عليه (الصلاة (٣) و) السلام بقوله : «الصلاة وما ملكت أيمانكم» (٤) فالله (تعالى (٥) لما) أرشد نبيه إلى ما يتعلق بجانب التعظيم لله بقوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ) ذكره ما يتعلق بجانب الشفقة وبدأ بالزوجات فإنهن أولى الناس (٦) بالشفقة ولهذا قدّمهنّ في النفقة.
فصل
قال المفسرون : سبب نزول هذه الآية نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (سألنه) (٧) عن عرض الدنيا (شيئا) (٨) وطلبن منه زيادة في النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض فهجرهن (٩) رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وآلى أن لا يقربهن شهرا ولا يخرج إلى أصحابه فقالوا ما شأنه وكانوا يقولون طلق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نساءه فقال عمر : لأعلمنّ لكم شأنه قال : فدخلت على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقلت يا رسول الله : أطلقتهن قال : لا ، فقلت : يا رسول الله إني
__________________
(١) زيادة من «أ» عن «ب».
(٢) ذكره الفخر الرازي في تفسيره ٢٥ / ٢٠٥.
(٣) زيادة من «ب».
(٤) المرجع السابق.
(٥) ساقط من «ب».
(٦) المرجع السابق.
(٧) ساقط من «ب».
(٨) ساقط من «ب».
(٩) ذكره الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في زاد المسير ٦ / ٣٧٦.