يسم فاعله ، وقرأ الحسن وعيسى والرؤاسي (١) ـ بفتح التاء ـ أي تتقلّب (و) وجوههم فاعل به (٢) ، وأبو حيوة نقلّب بالنون أي نحن (و) وجوههم بالنصب (٣). وعيسى (٤)(٥) تقلّب ـ بضم التاء وكسر اللام ـ أي تقلب السعير أو الملائكة وجوههم بالنصب على المفعول به «يقولون» حال (٦) و «يا ليتنا» محكيّ.
قوله (٧) : (تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ظهرا لبطن كانوا يسحبون عليها يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول في الدنيا.
قوله : «سادتنا» قرأ ابن عامر في آخرين بالجمع بالألف والتاء ، قال البغوي على جمع الجمع(٨) ، والباقون «سادتنا» على أنه جمع تكسير غير مجموع بألف وتاء (٩) ، ثم «سادة» يجوز أن يكون جمعا لسيّد ولكن لا ينقاس لأن «فيعلا» (١٠) لا يجمع على «فعلة» وسادة فعلة ، إذ الأصل سودة ، ويجوز أن يكون جمعا لسائد نحو : فاجر وفجرة وكافر وكفرة ، وهو أقرب إلى القياس مما قبله ، وابن عامر جمع هذا ثانيا بالألف والتاء وهو غير مقيس أيضا نحو : بيوتات ، وجمالات (١١).
فصل
لما بين أنه لا شفيع لهم يدفع عنهم العذاب بين أن بعض أعضائه أيضا لا يدفع العذاب عن البعض بخلاف عذاب الدنيا فإن الإنسان يدفع عن وجهه الضربة اتّقاء بيده فإن من يقصد رأسه ووجهه يجعل يده جنّة لوجهه ووقاية له يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول في الدنيا فيندمون حيث لا تنفعهم الندامة ثم يقولون (رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا) أي
__________________
(١) هو محمد بن الحسن الرؤاسي أبو جعفر كان من أكابر المدرسة الكوفية وله اختيار في القراءة ينسب إليه ، توفي سنة ١٨٧ ه انظر : غاية النهاية ٢ / ١١٦.
(٢) أورد هذه القراءة الفراء في معانيه ٢ / ٣٥٠ فقد قال : «ولو قرئت : «نقلّب وتقلّب» كانا وجهين» وانظر : مختصر ابن خالويه ١٢٠ والبحر المحيط ٧ / ٢٥٢ والكشاف ٣ / ٢٧٥ بدون نسبة فيه.
(٣) أوردها ابن خالويه في المختصر ١٢٠.
(٤) هو عيسى بن عمر الكوفي.
(٥) المحتسب ٢ / ١٨٤ والتبيان ١٠٦١.
(٦) من «الوجوه» ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور لأنه مضاف إليه انظر : التبيان ١٠٦١ والدر المصون ٤ / ٤٠٤.
(٧) في «ب» فصل بدل قوله.
(٨) انظر : معالم التنزيل له ٥ / ٢٧٧.
(٩) قراءة ابن عامر غير قراءة سبعية متواترة وانظر : الإتحاف ٣٥٦ والسبعة ٥٢٣ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٥٠ والقرطبي ١٤ / ٢٤٩.
(١٠) في «ب» (فعيل) وهو خطأ فالمقصود «فيعل» لأن سيد على وزن فيعل فالأصل سيود.
(١١) قاله شهاب الدين السمين في الدر ٤ / ٤٠٥.