بالياء من تحت (١) ، وتقدم ذلك كله في الأعراف (٢).
قوله : «فارهين». قرأ الكوفيون (٣) وابن ذكوان : «فارهين» بالألف ، كما قرءوا : «حاذرون» (٤) بها. والباقون : «فرهين» بدون ألف (٥) ، كما قرءوا : «حذرون» بدونها(٦).
والفراهة : النشاط والقوة. وقيل : الحذق (٧) ، يقال دابة فاره ، ولا يقال : فارهة (٨) ، وقد فره يفره فراهة (٩) و «فارهين» حال من الناحتين (١٠).
فصل (١١)
من قرأ : «فرهين» قال ابن عباس : أشرين بطرين. وقال عكرمة : (ناعمين) (١٢). وقال مجاهد : شرهين. وقال قتادة : معجبين بصنيعكم. وقال السدي : متجبرين. وقال الأخفش : فرحين ، والعرب تعاقب بين الحاء والهاء مثل : مدحته ومدهته. وقال الضحاك : كيسين. (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ). قال ابن عباس : المشركين (١٣). وقال مقاتل : هم (١٤) التسعة الذين عقروا الناقة (١٥) (وهم الّذين) (١٦) يفسدون في الأرض (١٧) بالمعاصي (وَلا يُصْلِحُونَ) أي : ولا يطيعون الله فيما أمرهم به. فإن قيل : ما فائدة قوله : (وَلا يُصْلِحُونَ) مع قوله : (يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)؟ فالجواب : أن فسادهم خالص ليس معه شيء من الصلاح كما يكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح (١٨). ثم إن القوم أجابوه بقولهم : (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ). قال مجاهد
__________________
(١) المختصر (١٠٧) ، البحر المحيط ٧ / ٣٥.
(٢) عند قوله تعالى : «وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً» [٧٤]. وذكر هناك : وقرأ الحسن «ينحتون» بفتح الياء ، وزاد الزمخشري أنه قرأ «ينحاتون» بإشباع الفتحة ، وقرأ يحيى بن مصرف ، وأبو مالك بالياء من أسفل على الالتفات إلا أن أبا مالك فتح الحاء كقراءة الحسن. انظر الباب ٤ / ٦٤ ـ ٦٥.
(٣) وهم : عاصم ، وحمزة ، وابن عامر ، والكسائي.
(٤) في ب : حاذرين. [الشعراء : ٥٦].
(٥) السبعة (٤٧٢) ، الكشف ٢ / ١٥١ ، النشر ٢ / ٣٣٦ ، الإتحاف (٣٣٣).
(٦) تقدّم الكلام عليها.
(٧) انظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٨٢.
(٨) قال ابن منظور : (وفي حديث جريج : دابة فارهة ، أي : نشيطة حادة قوية) اللسان (فره) ، فنرى أنه جاء فيه التأنيث.
(٩) انظر اللسان (فره).
(١٠) انظر معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٩٦ ، البيان ٢ / ٢١٥ ، التبيان ٢ / ١٠٠٠.
(١١) ينظر هذا الفصل في معالم التنزيل للبغوي ٦ / ٢٣٣.
(١٢) ما بين القوسين في ب : ناعهن. وهو تحريف.
(١٣) انظر البغوي ٦ / ٢٣٣.
(١٤) هم : سقط من الأصل.
(١٥) انظر البغوي ٦ / ٢٣٣.
(١٦) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٧) في ب : في الأمر. وهو تحريف.
(١٨) انظر الكشاف ٣ / ١٢٣ ، الفخر الرازي ٦ / ٢٣٤.