الوحش والطير ، ومن مجيء مفعّل مجيء التّفعيل قوله :
٤١٠٩ ـ ألم تعلمي مسرّحي القوافي |
|
فلا عيّا بهنّ ولا اجتلابا (١) |
أي تسريحي ، والتمزيق التخريق والتقطيع ، يقال ثوب ممزّق وممزوق ويقال : مزّقه فهو مازق ومزق (٢) أيضا قال :
٤١١٠ ـ أتاني أنّهم مزقون عرضي |
|
..........(٣) |
وقال الممزق العبدي ـ وبه سمي الممزّق ـ :
٤١١١ ـ فإن كنت مأكولا فكن خير آكل |
|
وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق (٤) |
أي ولما أبلى وأفنى (٥) ، و «جديد» عند البصريين بمعنى فاعل يقال : جدّ الشّيء فهو جادّ وجديد وعند الكوفيين بمعنى مفعول من جددته أي قطعته (٦).
فصل
المعنى أن الكفار قالوا لقومهم متعجبين : إن محمدا يقول : إنكم إذا متّم ومزقتم كل تمزيق وصرتم ترابا إنكم لفي خلق جديد أي تخلقون خلقا جديدا.
__________________
ـ البيت فهل يجوز أن يكون مكانا؟ قلت : نعم ومعناه ما حصل من الأموات في بطون الطير والسباع وما مرت به السيول فذهبت به كل مذهب وما سفته الرياح فطرحته كل مطرح».
(١) من تمام الوافر وهو لجرير الخطفيّ يفتخر بشاعريته وبتنظيمها وبأنه يسرح القوافي فلا يجتلبها ولا يسرقها من غيره. والشاهد في : «مسرّحي» حيث أتى بلفظ مفعّل بمعنى التفعيل فالمسرح بمعنى التسريح. وقد تقدم.
(٢) في «ب» ومزاق ولم أجدها في اللسان مزق. وانظر اللسان «م ز ق» ٤١٩٣.
(٣) هذا صدر بيت من الوافر عجزه :
.......... |
|
جحاش الكرملين لها فديد |
وهو لزيد الخيل ، والكرملين اسم ماء في جبل طيّىء ، والفديد : الصوت. والشاهد في : «مزقون عرضي» حيث إن «مزقا» بمعنى مخرق ومقطع. وفيه شاهد نحوي لا مجال لنا فيه الآن. والبيت في ابن عقيل رقم ٣٥٨ ص ١١٤ وتوضيح المقاصد ٣ / ٢٥ والأشموني ٢ / ٢٩٨ وابن الناظم ١٦٤ والدر المصون ٤ / ٤١٣.
(٤) من الطويل وهو للممزق العبدي كما أخبر واسمه ـ كما في المزهر للسيوطي ـ شاس بن نهار العبدي جاهليّ وهذا غير الممزق الحضرمي وجاء به المؤلف دلالة على التمزيق والتقطيع ، وانظر : المزهر ٢ / ٤٤٣ واللسان : «م ز ق» ٤١٩٤ والبحر ٧ / ٢٥٤ والمغني ٢٧٨ وشرح شواهده للسيوطي ٦٨٠ ، والأشموني ٤ / ٥ ، والأصمعيات ١٦٦ ، والكامل للمبرد ١ / ١٧١ وديوان المفضليات ٥٩١.
(٥) هكذا جيئت بتلك الكلمتين والأصح : ولمّا أبل وأفن حيث الجزم.
(٦) قال في الكشاف : فإن قلت : الجديد فعيل بمعنى فاعل أم مفعول؟ قلت : هو عند البصريين بمعنى فاعل تقول : جدّ فهو جديد كحدّ فهو حديد وقلّ فهو قليل. وعند الكوفيين بمعنى مفعول من جدّه إذا قطعه وقالوا : هو الذي جدّه الناسج الساعة في الثوب. ثم شاع ولهذا قالوا : ملحفة جديد وهي عند البصريين كقوله تعالى : «إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» وانظر : أيضا البحر المحيط ٧ / ٢٦٠.